للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤٣ - حديث: "ريق المؤمن شفاء".

معناه صحيح؛ ففي "الصحيحين" أنه كان إذا اشتكى الإنسان الشيء، أو كانت به قرحة أو جرح، قال بأصبعه -يعني: سبابته- الأرض، ثم


= وأما متابعه خلف بن أيوب العامري أبو سعيد البلخي: فضعفه ابن معين -كما في "الضعفاء" للعقيلي (٢/ ٤٤٣/٢٤)، ونقل عبد الله بن أحمد، عن أبيه في "العلل" (٤٨٦٩) أنه لم يُثَبِّتْه ولم يُثَبِّتْ حديثه، وروى عنه مرة فذكر أنه إنما روى عنه تباعًا. فلعله تركه للبدعة وكونه داعية فيها. والله أعلم.
وقال العقيلي في "الضعفاء" (٤/ ٢٤): "حدث خلف هذا عن قيس وعوف بمناكير لم يتابع عليها، وكان مرجئًا"، وذكره ابن حبان في "الثقات" في موضعين (٨/ ٢٢٧، ٨/ ٢٢٨)، وقال: "كان مرجئًا غاليًا فيه، استحب مجانبة حديثه لتعصبه في الإرجاء وبغضه من ينتحل السنن وقمعه إياهم جهده"، وقال أبو حاتم -كما في "الجرح" (٣/ ٣٧٠)، رقم (١٦٨٧) -: "يُرْوَى عنه"، وقال الذهبي في "الكاشف" (١٣٩٦): "رأس في الإرجاء، ثقة"، وفي "المغني" (١٩٣٠): "صادق، ضعفه ابن معين"، وقال الحافظ في "التقريب" (١٧٢٦): "فقيه أهل الرأي، ضعفه يحيى بن معين، ورمي بالإرجاء، من التاسعة، مات سنة (٢١٥ هـ).
وأما محمد بن عباد بن حفص: فقال الألباني: "لم أعرفه"، ويظهر لي أنه مصحف من "محمد بن عباد بن جعفر"، وهو محمد بن عباد بن جعفر بن رفاعة بن أمية المخزومي المكي: ثقة، من الثالثة، ع، وحديثه عن ابن عباس في البخاري، وذكر عبد المجيد بن سهيل بالرواية عن والده عباد بن جعفر.
وانظر: "تهذيب الكمال" (٢٥/ ٤٣٣ - ٤٣٥)، رقم (٥٣٢٠)، "التقريب" (٥٩٩٢).
فهذا مع ضعفه أقوى طرق الحديث، وقد توبع عن ابن عباس من حديث مندل بن علي المذكور، فيتقوى بعضهما ببعض، ويُحَسَّن بمجموعهما. والله أعلم.
وله طريق آخر ساقط: أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (٣/ ١٧٣)، وفيه متهم ومتروك، وبهما أعله الألباني في "الضعيفة" (٥/ ٥٢٣)، رقم (٢٤٩٩).
وله شاهد من حديث عائشة عند ابن عدي (٦/ ١٦٠)، وفي إسناده محمد بن عبد الملك الأنصاري كذبه غير واحد من الأئمة، كما في "اللسان" (٧/ ٣١٤ - ٣١٥)، رقم (٧١٠٩).
قال الألباني في "الضعيفة" (٥/ ٥٢٣): "وبالجملة فالحديث ضعيف، لشدة ضعف طرقه وشاهده".
ولعله لم يقف على طريق خلف بن أيوب العامري، حيث لم يذكره، وهو ضعيف صالح للتقوية. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>