وقال العقيلي: وليس في هذا الباب شيءٌ يُرجع منه إلى صحته. وعبد الأعلى بن موسى بن عبد الله بن قيس بن مخرمة؛ قال العقيلي: لا يُتابع على حديثه وليس بمشهور في النقل. "الضعفاء" (٣/ ٥٩). فالإسناد ضعيف بسببه. والخلاصة: أنَّ أقلَّ طرقِ الحديثِ ضعفًا: حديثُ أنس بإسناده الأول، وحديث أبي بكرة، وحديث أبي هريرة بإسناده الثاني، وحديث أبي عبيدة بن الجراح، فيمكن أنْ تتقوَّى هذه الطرق ببعضها، لكن يبقى الإشكال في كلام الحافظ العقيلي السابق. وأما ما يُتَوَهَّمُ مِنْ نكارَةِ المَتنِ فقد بيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية معنى هذا الحديث، فقال: وهذا صحيح؛ فإنَّ الظلَّ مُفتَقِرٌ إلى آوٍ، وهو رفيقٌ له، مطابقٌ له نوعًا من المُطابقة، والآوي إلى الظل المُكتَنِفُ بالمُظل صاحبُ الظل، فالسُّلطانُ عبدُ الله؛ مخلوقٌ مُفتَقِرٌ إليه، لا يَستغني عنه طرفة عين؛ وفيه من القدرة والسلطان والحفظ والنصرة وغير ذلك من معاني السؤدد والصمدية التي بها قوام الخلق ما يشبه أن يكون ظل الله في الأرض … "مجموع الفتاوى" (٣٥/ ٤٥ - ٤٦). (١) ذكره المؤلف في "الضوء اللامع" (٨/ ١٩). (٢) "سنن ابن ماجه" (الطهارة وسننها، باب في المجروح تصيبه الجنابة رقم ٥٧٢) حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين به. وهشام بن عمار السلمي: صدوق مقرئ، كبر فصار يتلقن، وقد سبقت ترجمته في الحديث (٩). (٣) عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين الدمشقي أبو سعيد كاتب الأوزاعي، ولم يرو عن غيره، وثقه أحمد وأبو زرعة، وزاد أبو زرعة: حديثه مستقيم، وقال أبو حاتم: كان كاتب ديوان ولم يكن صاحب حديث. "الجرح والتعديل" (٦/ ١١ رقم ٤٩)، وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ. "التقريب" (٣٧٥٧) وهذا الإسناد منقطع؛ كما بيَّن المؤلف.