كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

ولأبي الحسينِ بنِ فارسٍ -أيضًا- مما عَزَاهُ لهشامِ بنِ عُروةَ عَن أبيهِ عن عائشةَ مرفوعًا: "مَن أرادَ أَن يَشَمَّ رَائِحَتي فَلْيَشَمَّ الوردَ الأحمرَ" (١).

٢٦٥ - حديث: "إِن حُدِّثتَ أنّ جَبَلًا زالَ عَن مَكانِه فَصَدِّق، وإِن حُدِّثتَ أنّ رجلًا زال عَن خَلِيقَتِه فلا تُصَدِّقْ".

ابنُ وَهبٍ في "القَدَرِ" (٢) له، من حديثِ عُقَيلِ بنِ خالد عن ابن شهابٍ الزُّهريِّ رَفَعَهَ مُرسَلًا بهذا.

وأخرجَهُ أحمدُ في "مسنَدِه" (٣) مِن حديثِ الزُّهريِّ عن أبي الدَّرداءِ ﵁

= * أما حديث علي ﵁: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (٢/ ٣٤٢)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٦١)؛ من طريق الحسن بن علي العدوي عن محمد بن صدقة العنبري ومحمد بن تميم وإبراهيم بن موسى قالوا: حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب به.
قال ابن عدي: "موضوع على أهل البيت، ومحمد بن صدقة وإبراهيم بن سليمان ومحمد بن تميم لا يعرفون".
وقال ابن الجوزي: "والمتهم به العدوي لأنه معروف بوضع الحديث". "الموضوعات" (٣/ ٦٣).
وله طريق آخر: ذكره السيوطي في "اللآلئ" (٢/ ٢٣٤) من حديث سهل بن صقير عن موسى بن عبد ربه عن علي ﵁ به.
وفيه سهل بن صقير: منكر الحديث، واتهمه الخطيب بالوضع. انظر: "التقريب" (٢٥٨).
* وأما حديث جابر: فرواه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي عن أبيه عن جده عن الأعمش عن ابن المنكدر عن جابر به مرفوعًا. كما في "اللآلئ" (٢/ ٢٣٤).
قال ابن الجوزي: "وأحمد المتهم به؛ قال الدارقطني: متروك" (٢/ ٦٢).
* وأما حديث ابن عمر فذكره الحافظ في "اللسان" (٦/ ٥٢٦)، وحكم عليه بالوضع.
وبالجملة فإنه لا يصح في هذا الباب شيء:
قال محمد بن ناصر: "لا أصل لهذا الحديث"، وقال ابن الجوزي: "هذه الأحاديث كلها محال".
انظر: "الموضوعات" (٣/ ٦٢، ٦٣).
(١) قال ابن الجوزي: "حديث عائشة ما رواه هشامٌ قط". "الموضوعات" (٣/ ٦٣).
(٢) لم أقف عليه.
(٣) "المسند" (٤٥/ ٤٩١) رقم (٢٧٤٩٩)، من حديث وهب بن جرير عن أبيه عن يونس بن يزيد عن الزهري به. =