كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وللبيهقي (١) عن يحيى بن جابر (٢) قال: "ما عاب رجل قط رجلًا بعَيب إلَّا ابتلاه اللهُ بذلك العَيب" (٣). وعن إبراهيم النخعي (٤) قال: "إني لأرى الشَّيء فأكرهه، فما (٥) يمنعني أن أتكلَّم فيه إلَّا مخافة أن أُبتلى بمثله" (٦). ومن هنا، ورد النهي عن توبيخ من ارتكب شيئًا أقيم عليه الحد، كقوله ﷺ: "ولا يُثرِّب" (٧). وقوله - (حين) (٨) قال رجلٌ لسكران ضرب الحد: "أخزاك الله"-: "لا تُعِينوا عليه الشَّيطان" (٩)، إلى غيرهما من الأحاديث.

١١٦٨ - حديث: "من غشَّنا فليس منا".

مسلم في الإيمان من صحيحه من جهة يعقوب بن عبد الرحمن القاري وابن أبي حازم، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح (١٠) عن أبيه عن أبي هريرة

(١) "شعب الإيمان" (٩/ ١١٩)، رقم (٦٣٥٤) من طريق أحمد بن الفرج عن محمد بن حمير عن أبي سلمة عن يحيى بن جابر مثله.
(٢) يحيى بن جابر بن حَسَّان الطائي، أبو عمرو الحمصي، القاضي: ثقة، من السادسة، وأرسل كثيرًا، مات سنة ست وعشرين. بخ م ٤. "التقريب" (ص ٥١٨).
(٣) وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (٦٤/ ١٠٥)، وعلقه المزي في "تهذيبه" (٣١/ ٢٥٠)؛ كلاهما عن أحمد بن الفرج به بمثله أو بنحوه.
(٤) أي: للبيهقي أيضًا، وهو في "الشعب" (٩/ ١١٨)، رقم (٦٣٥٣) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ثنا الأعمش قال: سمعت إبراهيم يقول: … فذكره.
(٥) في (م): "فلا".
(٦) كتب قبالة هذه الترجمة في الأصل -من غير علامة التخريج- ما نصه: "حاشية: هذا الأثر أخرجه أبو الدنيا [كذا، وصوابه: ابن أبي الدنيا] في ذم الغيبة". اهـ. قلت: أخرجه وكيع في "الزهد" رقم (٣١٣)، وهناد في "الزهد" رقم (١١٩٢)، وابن أبي الدنيا في "ذم الغيبة" رقم (١٥١) وفي "الصمت" رقم (٢٨٧)؛ كلهم عن الأعمش به نحوه.
(٧) سبق تخريجه قريبًا.
(٨) سقط من الأصل و (ز)، وأثبته من (م).
(٩) هذا جزء من حديث أبي هريرة في "صحيح البخاري"، الحدود، باب: الضرب بالجريد والنعال، رقم (٦٧٧٧).
(١٠) سُهَيل بن أبي صالح: ذَكْوان السَّمَّان، أبو يزيد المدني: صدوق تغير حفظه بأخرة، روى له البخاري مقرونًا وتعليقًا، من السادسة، مات في خلافة المنصور. ع. "التقريب" (ص ١٩٩).