(٢) وكذا قال المؤلف في "فتح المغيث" (باب من تقبل روايته؛ ٢/ ٢١) -مستدلًا على كراهة الركض والإسراع في السير: وقد ورد عن جماعة من الصحابة ﵁ مرفوعًا سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن. وهذا يروى من حديث أبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس وأنس ﵃، وغيرهم، وكلها واهية، لا يثبت منها شيء. أما حديث أبي هريرة ﵁: فله عنه طريقان: الطريق الأول: رواه الماليني في "الأربعين الصوفية" (٢١)، وأبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٢٩٠) -ونقله عنه الديلمي (٢/ ١٨٠/ أ) - والخطيب (١/ ٤١٧)، رقم (٤٢٠) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (٢/ ٧٠٦)، رقم (١١٧٨) - من طرق عن أبي عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم الأبرش الأصبهاني، عن محمد بن يعقوب الفرجي الصوفي، عن محمد بن عبد الملك بن قُرَيْب، الأصمعي، عن أبيه، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة ﵁ به. وهذا الإسناد فيه علتان: أ- محمد بن عبد الملك الأصمعي مجهول؛ قال الخطيب: "لم أسمع له ذكرًا إلا في هذا الحديث"، وقال الذهبي في "الميزان" (٣/ ٦٣٢)، رقم (٧٨٩١): "حديث منكر جدًّا، … غير صحيح"، وذكره. ب - وأبو معشر نَجِيح بن عبد الرحمن السندي؛ ضعيف، واختلط بعد ما أسن. "التقريب" (٧١٠٠). وبهما أعله الزيلعي وغيره، وضعف إسناده الحافظ في "الكافي الشافي". الطريق الثاني: وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (٣/ ٨٠) من طريق الوليد بن سلمة الأبرش الطبري قاضيها، وابن عدي (٥/ ٧٢)، رقم (١٢٥١) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (٢/ ٧٠٧)، رقم (١١٧٩) - من طريق عمار بن مطر الدهني، =