كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

١٢٧١ - حديث: "نية المؤمن أبلغ من عمله".

العسكري في الأمثال (١) والبيهقي في الشعب من جهة ثابت عن أنس به مرفوعًا (٢)، وقال ابن دحية: "لا يصح" (٣).

وقال البيهقي: "إسناده ضعيف" (٤) انتهى. وله شواهد، منها عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعًا: "نية المؤمن خير من عمله، وعملُ المنافق خير من نيته، وكلٌّ يعمل على نيته، فإذا عمل المؤمن عملًا نارَ في قلبه نور"، أخرجه الطبراني (٥). وكذا هو عنده (٦). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

(١) عزاه السيوطي في "جمع الجوامع" رقم (٢٣٩٥٣) إليه عن ثابت البناني بلاغًا.
(٢) "الشعب" (٩/ ١٧٥ - ١٧٦)، رقم (٦٤٤٥) من طريق يوسف بن عطية الصفار عن ثابت به مثله، وقال: "هذا إسناد ضعيف". ومن هذا الوجه أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" رقم (٥٢)، والقضاعي في "مسند الشهاب" رقم (١٤٧).
(٣) في (م): "إنه لا يصح". وقد نقله المؤلف من "التذكرة" للزركشي (ص ٣٨)، وتتمة كلامه: "يوسف بن عطية قال فيه النسائي: متروك الحديث". اهـ.
و (ابن دحية) هو الحافظ عمر بن الحسن بن علي، أبو الخطاب الكلبي الأندلسي البَلَنْسِي، نُسب إلى جده الأعلى وهو الصحابي دحية الكلبي. كان محدثًا لغويًا مؤرخًا. ولد سنة (٥٤٤ هـ) وتوفي سنة (٦٣٣ هـ) بالقاهرة. انظر: "وفيات الأعيان" (٣/ ٤٤٨).
(٤) وآفته يوسف بن عطية، قال البخاري: "منكر الحديث"، وقال النسائي والدولابي والدارقطني: "متروك"، وقال ابن حبان: "يقلب الأخبار ويلزق المتون الموضوعة بالأسانيد الصحيحة" وقال الساجي: "كان يغيِّر أحاديت ثابت عن الشيوخ فيجعلها عن أنس". انظر: "التهذيب" (٤/ ٤٥٨)، فالأدق أن يقال: إسناده واهٍ.
(٥) "المعجم الكبير" (٦/ ١٨٥ - ١٨٦)، رقم (٥٩٤٢)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (٣/ ٢٥٥)، من طريق حاتم بن عباد عن يحيى بن قيس الكندي عن أبي حازم عن سهل به مثله.
قال أبو نعيم: "غريب من حديث أبي حازم وسهل، لم نكتبه إلا من هذا الوجه".
وقال الهيثمي: "رجاله موثقون إلا حاتم بن عباد بن دينار الجرشي، لم أر من ذكر له ترجمة" "المجمع" (١/ ٢٢٨)، وضعفه العراقي في "المغني" رقم (٤٢٤٥). وفيه يحيى بن قيس الكندي وهو مستور كما في "التقريب" (ص ٥٢٥).
(٦) لم أجده، ولم يذكره الهيثمي في "المجمع" من حديث النواس بن سمعان، وإنما عزاه إليه العراقي في "المغني" رقم (٤٣٤٥) وضعفه.