للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٧٣ - حديث: "الهدية لمن حضر".

هو معنى: "من أهديت له هدية" وقد تقدم (١).

١٢٧٤ - حديث: "هَرِم بن حَيَّان (٢) في مجيء سحابة عند الفراغ من دفنه".

أحمد في الزهد ثنا محمد بن مصعب (٣) سمعت مخلدًا -هو ابن حسين (٤) - ذكر عن هشام -يعني: ابن حسان- عن الحسن: "أن هَرِمًا مات في غزاة له


= الملائكةُ يدعون عليهم، ويقولون: ربنا خلقتَ عبادَك وأحسنتَ خِلْقَهم، ورَزَقْتَهم فأحسنت رزقهم فعَصَوك وعبدُوا غيرك، اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ. . .! يدعون عليهم، فقال لهم الله : إنهم في غيب! فجعلوا لا يعذرونهم. قال: اختارُوا منكم اثنين أُهْبِطهما إلى الأرض، فآمرُهما وأنهاهما، فاختارَوا هاروتَ وماروتَ. قال: وذكر الحديث بطوله فيهما، وقال فيه: شربا الخمر، وانتشيا، ووقعا بالمرأة، وقتلا النفس، وكثر اللغط فيما بينهما وبين الملائكة، فنظروا إليهما وما يعملان؛ ففي ذلك أنزل الله ﷿: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ﴾ الآية، قال: فجعل بعد ذلك الملائكة يعذُرون أهل الأرض ويدعُون لهم". اهـ.
وأخرجه ابن أبي حاتم رقم (١٠٠٥)، والطبري رقم (١٦٨٧)، وأبو الليث السمرقندي (١/ ١٤٣) في تفاسيرهم، والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٤٤٢ - ٤٤٣)؛ كلهم من هذا الوجه نحوه أو أتم منه.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وأقره الذهبي. وقال ابن كثير عقب ذكره: "هذا أقرب ما روي في شأن الزُّهَرة" "التفسير" (١/ ٣٦٢). وقد أبطل ابن حزم قصة هاروت وماروت، وردَّ على من ادَّعَى شربَهما الخمر وارتكابَهما الزنا والقتل في كتابه الفِصَل (٣/ ٣٠٣ - ٣٠٨ و ٤/ ٦١ - ٦٥)، والله أعلم.
(١) انظر: الحديث رقم (١٠٨٦) السابقة.
(٢) هَرِم -بفتح أوله وكسر الراء تليها ميم- ابن حَيَّان العَبْدِي، ويقال الأزدي، أحد العباد وهو من كبار التابعين، صاحب أويس القرني. وَلِيَ بعض الحروب في أيام عمر وعثمان ببلاد فارس، وكان ثقة له فضل وعبادة. مات في غزوة له لم يعلم وقته. انظر: "طبقات ابن سعد" (٩/ ١٣١)، "ثقات ابن حبان" (٥/ ٥١٣)، "السير" (٤/ ٤٨)، و"توضيح المشتبه" (٩/ ١٤٦).
(٣) تقدمت ترجمته في الحديث رقم (٣٨٩).
(٤) مَخْلَد بن الحُسين، بالضم، الأزدي المُهَلَّبِي، أبو محمد البصري، نزيل المِصِّيصَة: ثقة فاضل، من كبار التاسعة، مات سنة إحدى وتسعين. م س. "التقريب" (ص ٤٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>