وهذا الحديثُ إنما يرويه منصورُ عن موسى بنِ أعينَ عن عبيدِ اللهِ بنِ عمروٍ. وقد سُئل ابنُ معينٍ عن هذا الحديثِ فقال: "هذا حديثٌ باطلٌ" "تاريخ بغداد" (١٣/ ٨٠). وفي هذا المعنى أحاديثُ أخرُ لا يصحُّ منها شيءٌ البتَّةَ. وبالجملة فالأحاديثُ المرويةُ في العقلِ وفضلِه قد نصَّ غيرُ واحدٍ من النقادِ على أنه لا يثبُتُ منها شيءٌ: قال العقيليُّ: "ولا يثبتُ في هذا المتنِ شيءٌ". "الضعفاء" (٣/ ١٧٥). وقال ابنُ حبانَ: "ليس عن رسولِ اللهِ ﷺ خبرٌ صحيحٌ في العقلِ". "تنزيه الشريعة المرفوعة" (١/ ٢٠٣). وقال ابنُ القيِّمِ: "أحاديثُ العقلِ كلُّها كذبٌ". "المنار المنيف" (٦٦). (١) "الأشربة" (٢٧) رقم (١٣٠)، و"المعجم الكبير" (٩/ ٤٠٣) رقم (٩٧١٦)؛ كلاهما من طريقِ سفيانَ عن منصور، و"المصنَّف" (١٢/ ٢٠٣) رقم (٢٤٢٠٤) من طريق جريرٍ عن منصورٍ. (٢) وأخرجه عبدُ الرزاقِ في "المصنف" (الأشربة، باب التداوي بالخمر) (٩/ ٢٥٠) رقم (١٧٠٩٧) من طريقِ الثوريِّ عن منصور. (٣) لم أقف على هذه الطريقِ في المطبوع من "مسند أحمد" ولا حتى في "إطرافِ المسندِ المعتلي"، وكذلك لم أقف على طريقِ مسدَّد لا في "المطالبِ" ولا في "إتحاف الخيرة المهرة"، لكنْ ذكر الحافظُ طريقَيهما معلَّقَينِ في "تغليق التعليق" (٥/ ٣٠). (٤) السَّكَر -بفتحِ السينِ والكافِ-: الخمرُ المُعتَصَرُ من العنَبِ. "النهاية" (٢/ ٦٤١). (٥) إسنادُه صحيحٌ على شرط الشيخين. (٦) "المستدرك" (الطب) (٤/ ٢٤٢) رقم (٧٥٠٩) من طريق أبي معاوية عن الأعمش به.=