قال الشيخ الألباني: "فلم يسم البعض؛ فيحتمل أن يكون هو مطهر بن الهيثم، كما يحتمل أن يكون الحديث الذي لم يسقه هو حديث الترجمة، فلعله صرح بذلك في "التاريخ الأوسط"، وإلا لم يجز الجزم بأنه في "التاريخ" بهذا الإسناد؛ لاحتمال أن يكون الراوي "مطهر" والحديث غير ما هنا". اهـ. (١) وهو كذلك، فقد تبعه عليه ابن الديبع في "التمييز" (ص ٢٤٦)، والقاري في "الأسرار" (ص ٣٧٧)، والعجلوني في "الكشف" (٢/ ٣٨٨). (٢) في الأصل و (ز): "الجبوتي" بالواو، وفي (م): "الجعبري" بالعين المهملة، وكلها خطأ. والتصويب من (د)، نسبة إلى (جَبْرَة) بفتح ثم سكون وراء مفتوحة ثم هاء تأنيث: قرية أو سفع من بلاد السودان، كذا ضبطها وفسرها المؤلف في "الضوء اللامع" (١١/ ١٩٥). وقد ترجم له المؤلف في الضوء (٢/ ٢٨٢)، والمقريزي في "الدرر" (١/ ٤٠٤)، وقالا في اسمه: (إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي العَقِيلي الجبرتي، ثم الزبيدي الشافعي). ثم نقل السخاوي عن شيخه كلامًا طويلًا مفاده أن الجبرتي: "صاحب الأحوال والمقامات وقد لقيه الحافظ بزبيد، ولأهلها فيه اعتقاد زائد على الوصف، وكان يلازم قراءة سورة "يس" ويأمر بها، ويزعم أن قراءتها لقضاء كل حاجة … ". قال: "وكان مُغرَمًا بالرقص والسماعات، داعية لمقالة ابن عربي، يوالي عليها ويعادي بسببها … واشتد البلاء بأهل السُّنَّة به وبأتباعه جدًّا … " وذكر أن مولده سنة (٧٢٢ هـ) ومات سنة (٨٠٦ هـ) وله بضع وثمانون سنة. وكان الجبرتي يعتقد في قراءة سورة "يس" حديثًا موضوعًا" اهـ. قلت: لعله يعنى هذا الحديث. وقد بالغ المقريزي في الثناء عليه، وذكر في درره (١/ ٤٠٥) أنه كان يأمر بقراءة "يس" في كل حركة، حتى كان من طلب منه حاجةً أو شكا من شيء يقول له: "اقرأ يس"، أو يقرؤها هو ومن حضر ويدعو، فجربتُ بركتها، وأنها لما قرئت له … إلخ.