وأما عن حديث أبي مالك الأشعري فهو عند الطبراني في "الكبير" (٣/ ٣٣٣)، (ح ٣٤٤٤) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش: حدثني أبي: حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله ﷺ قال في حجة الوداع فذكر حديثًا طويلًا وفيه: … وأحدثكم من المسلم؟ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأحدثكم من المؤمن؟ من أمنه المسلمون على أنفسهم وأموالهم، وأحدثكم من المهاجر؟ من هجر السيئات. قال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٥٨٩): رواه الطبراني في "الكبير" وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف. قلت: وهو علته؛ وقد ضعفه أبو داود بقوله: ليس بذاك. ثم إنه لم يسمع من أبيه شيئًا كما قال أبو حاتم. انظر: "تهذيب الكمال" (٢٤/ ٤٨٣)، وقال الحافظ: عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع. "التقريب" (ص ٨٢٦). فالحديث ضعيف بهذا السند لكن يشهد له ما تقدم فهو حسن لغيره إن شاء الله. (١) بيض له السخاوي ولم يذكر فيه شيئًا. وقد أشار الناسخ للأصل و (ز) إلى ذلك بقولهما: كذا. وقال القاري: غير معروف. انظر: المصنوع في معرفة الحديث الموضوع (ص ١٧٠). (٢) لكن أورده ابن زولاق في فضائل مصر (ص ٧) مرفوعًا بلا سند. ووقفت على شطره الثاني مسندًا بنحوه عند ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص ١٥) قال: حدثنا عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة عن بكر بن سوادة وبكر بن عمرو الخولاني يرفعان الحديث إلى عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قبط مصر أكرم الأعاجم كلها وأسمحهم يدًا وأفضلهم عنصرًا … وسنده ضعيف فيه علل: عبد الله بن صالح هو كاتب الليث فيه ضعف. انظر: "تهذيب التهذيب" (٢/ ٣٥٤). وابن لهيعة أيضًا فيه ضعف، وقد سبق كثيرًا. (٣) "معناه" زيادة من (م) وهي لا بد منها فقد وجدت الأثر بنحوه. انظر: الإحالة الآتية.