كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

"العلم جهلٌ عند أهل الجهل، كما أن الجهلَ جهلٌ عند أهل العلم" (١)، ثم أنشأ (٢) يقول:

ومَنزِلَةُ الفَقِيهِ من السَّفِيهِ … كَمَنزِلةِ السَّفِيهِ من الفَقِيهِ (٣)

فهذا زاهِدٌ في قُربِ (٤) هَذَا … وهذا فِيهِ أَزهَدُ مِنهُ فِيهِ

ويشير إليه قوله تعالى: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ﴾ [يونس: ٣٩] وقوله: ﴿وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ﴾ [الأحقاف: ١١].

١١٢١ - حديث: "من حجَّ ولم يزرني فقد جفاني".

في: "من لم يزرني" (٥).

١١٢٢ - حديث: "من حدَّث حديثًا فعُطِس عنده فهو حقٌّ".

أبو يعلى من حديث بقية (٦) عن معاوية بن يحيى (٧) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعًا (٨)؛ وكذا أخرجه الطبراني (٩) والدارقطني في الأفراد (١٠) بلفظ: "من حدَّث بحديثٍ فعُطِس عنده فهو حقٌّ"، والبيهقي وقال: إنه منكر عن أبي الزناد (١١).

(١) "مناقب الشافعي" (٢/ ٩٧).
(٢) في (ز): "أنشد" بالدال بدل الهمزة.
(٣) في المطبوع: "ومنزلة السفيه من الفقيه كمنزلة الفقيه من السفيه".
(٤) في المطبوع: "في عِلم".
(٥) انظر: الحديث رقم (١١٨٩).
(٦) تقدمت ترجمته في الحديث رقم (٢٦)، وهو كثير التدليس عن الضعفاء.
(٧) تقدمت ترجمته في الحديث رقم (٢٥٦)، وهو صدوق له أوهام.
(٨) "مسند أبي يعلى" (١١/ ٢٣٤)، رقم (٦٣٥٢) من هذا الوجه مثله.
(٩) "المعجم الأوسط" (٦/ ٣١٦)، رقم (٦٥٠٩) من هذا الوجه أيضًا وقال: "لم يَرْوِ هذا الحديث عن أبي الزناد إلا معاوية بن يحيى، تفرد به بقية، ولا يروى عن رسول اللَّه ﷺ إلا بهذا الإسناد".
وقد صرح بقية هنا بالتحديث عن شيخه -وهو معاوية بن يحيى- وتبقى العنعنة في سائر الإسناد.
(١٠) "أطراف الغرائب والأفراد" (٢/ ٢٩٦)، رقم (٥٢٥٠) وقال: "تفرد به معاوية بن يحيى عن أبي الزناد عن الأعرج".
(١١) "شعب الإيمان" (١١/ ٥٠٩)، رقم (٨٩٢٠) من هذا الوجه به. وقال: "معاوية بن يحيى هذا أبو مطيع الأطرابلسي فيما زعم ابن عدي، وهو منكر عن أبي الزناد". =