كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

يوجدَ فيها الخطأ؛ لأنَّ الله تعالى يقول: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ … ﴾ [النساء: ٨٢] الآية. فما وَجَدْتُم في كُتُبي هذه مما يُخالِفُ الكتابَ والسُّنَّةَ فقد رَجَعْتُ عنه (١).

ولبعضهم:

كمْ مِنْ كتابٍ قد تَصَفَّحْتُه … وقلتُ في نفسي أصْلَحْتُه

حتى إذا طالَعْتُه ثانيًا … وجدتُ تصحيفًا فصحَّحتُه

١٦ - حديث: "اتَّبِعُوا ولا تَبْتَدِعُوا فقد كُفِيْتُم".

الدَّارميُّ في العِلمِ مِنْ مسنَدِهِ (٢) مِنْ حديثِ حبيبِ بن أبي ثابتٍ، عن أبي عبدِ الرحمن السُّلَميِّ (٣)، عن ابنِ مسعودٍ به مِنْ قولِهِ.

(١) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥١/ ٣٦٥) من طريق محمد بن أحمد ابن محمد بن عمرو بن شاكر -صاحب كتاب "مناقب الشافعي"- به.
(٢) "سنن الدارمي" (العلم، باب في كراهية أخذ الرأي ١/ ٢٨٨ رقم ٢١١) من طريق الأعمش، عن حبيب، عن أبي عبد الرحمن قال: قال عبد الله .. فذكره.
وأخرجه وكيع في "الزهد" (٢/ ٥٩٠ رقم ٣١٥)، والطبراني في "الكبير" (٩/ ١٦٨ رقم ٨٧٧٠)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٣/ ٥٠٦ رقم ٢٠٢٤)، واللالكائي في "أصول اعتقاد أهل السُّنَّة" (١/ ٩٦ رقم ١٠٤) كلهم من طريق الأعمش به. وعند وكيع والطبراني زيادة: "وكل بدعة ضلالة".
(٣) أبو عبد الرحمن السلمي؛ هو: عبد الله بن حبيب الكوفي المقرئ، مشهور بكنيته: ثقة ثبت من الثانية مات بعد السبعين. "التقريب" (٣٢٧١)، قال شعبة: لم يسمع من … ولا من عبد الله بن مسعود. وقال أحمد بن حنبل -في قول شعبة هذا-: أراه وهمًا. "المراسيل لابن أبي حاتم" (١/ ١٠٨).
وقد جاء تصريحُه بالسَّماعِ مِن ابنِ مسعودٍ ﵁: فيما رواه أحمد في مسنده (٦/ ٥٠ رقم ٣٥٧٨) بإسنادِهِ إلى أبي عبدِ الرحمن السُّلَميِّ قال: سَمِعْتُ عبدَ الله بن مسعودٍ يبلُغُ به النبي ﷺ: "ما أنزلَ الله داءً إلا قد أنزلَ له شفاء .. " الحديث. وإسناده صحيح.
وقد أثبَتَ سماعَه مِن ابنِ مسعودٍ: البخاريُّ في "التاريخ الكبير" (٥/ ٧٢ رقم ١٨٨)، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (١/ ٤٧ رقم ٤٣)، والعلائي في "جامع التحصيل" (ص ٢٠٨ رقم ٣٤٧).
وقال الهيثمي -عن الأثر-: رجاله رجال الصحيح. "المجمع" (١/ ٤٣٤ رقم ٨٥٣). =