للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله بن الحارث الأنصاري أخي جويرية (١) مرفوعًا: "عليكم بالبصل، فإنه يُطيِّب النطفة ويُصبِّح الولد" (٢).

١٣٤٨ - حديث: "يا ويلَ من نال الغِنى بعد فاقة".

هو كلام وليس على إطلاقه، وإن قيل (٣):


= وهو كذلك، وتبعه من جاء بعده؛ كابن الديبع في "التمييز" (ص ٢٤٥)، والقاري في "الأسرار" رقم (٦١٢)، والشوكاني في "الفوائد" رقم (١٤٠٦) وغيرهم. وأفاد صاحب "أسنى المطالب" (ص ٣٣٩) بأن الحديث من وضع حماد بن عمرو النصيبي، وهي ضمن وصايا علي التي أوَّلُها -كما ذكر الصغاني-: "يا علي، لفلان ثلاث علامات، ومنها: إذا تزودت فلا تنس البصل، ولا تسافر في انمحاق القمر، ولا تجامع في نصف الشهر"، وآخرها: "يا علي قد أعطيتك في هذه الوصايا علم الأولين والآخرين"، قال: "وكلها موضوعة سوى حديث: "يا علي، أنت مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي"". اهـ.
(١) عبد الله بن الحارث بن أبي ضرار المُسطَلِقي. قدم على النبي في فداء بني المسطلق، قاله أبو عمر. وقال غيره. إنه وأخته جويرية ممن أصابه السبي يوم بني المسطلق "الإصابة" (٦/ ٧٧ - ٧٨).
(٢) في (د): "ويصح الولد" والمثبت أصوب. والصَّباحة: الجمال في الوجه. انظر: "التاج" (٦/ ٥٢١).
انظر: تسديد القوس (ج ١/ ق ٢٤٥ - الكتبخانة الأزهرية) بلا سند مثله. والخبر كذب لا أصل له، وهو مخالف لما ثبت عنه من النهي عن أكل البصل ووصفه بأنه: "شجرة مُنتِنة" كما في صحيح مسلم، فكيف يأمر بأكله هنا ويُثني عليه؟
(٣) جاء بعده في (م): "به"، وهو غير مناسب لما سيأتي من الأبيات.
واستغناء الإنسان بعد الفاقة ليس مذمومًا لذاته، فقد استغنى كثير من الصالحين بعد فاقتهم وازدادوا صلاحًا وزهدًا، فهذا عبد الرحمن بن عوف لما هاجر إلى المدينة كان فقيرًا لا شيء له، فذهب إلى السوق فباع واشترى وربح، حتى إنه ترك بعد موته ألف بعير، وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحًا. انظر: "السير" (١/ ٩١ - ٩٢).
ولما قتل الزبير بن العوام ، لم يدع دينارًا ولا درهمًا، إلا أرضَين بالغابة، ودارًا بالمدينة، ودارًا بالبصرة ودارًا بالكوفة، ودارًا بمصر. قال ابنه عبد الله: "فحسِبتُ دَينه، فوجدتُه ألفي ألف ومئتي ألف! فباع عبد الله الغابة بألف ألف وستمائة ألف … " ولما انقضى ديونه، قسم ميراثه بين ورثته، وكان للزبير أربع نسوة، فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائة ألف! فجميع ماله: خمسون ألف ألف ومائتا ألف!! كما أخرجه البخاري =

<<  <  ج: ص:  >  >>