(٢) أخرجه أبو يعلى (١٣/ ٣٩٨)، رقم (٧٤٩١)، والطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٦٣)، رقم (١٥٣) و"الشاميين" (٤/ ٣١٢)، رقم (٣٤٠٢) -وعلقه عنه الديلمي (٢/ ١٨٠/ أ) - وابن عدي (٥/ ١٧٤)، وابن حزم في "المحلى" (١٣/ ٢٢٠) وغيرهم؛ من طرق عن بقية، عن عثمان بن عبد الرحمن الحراني، عن عنبسة بن سعيد القرشي، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع ﵁. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (١٤٢) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (٧/ ٣٢٦)، رقم (٥٠٨٢) - والآجري في "ذم اللواط" (٢٢)، وكذا الهيثم بن خلف الدوري في "ذم اللواط" (١٦٠/ ٢) -كما في الضعيفة (٤/ ١٠٣) - من طريقين عن عمار بن نصر المروزي، عن عثمان بن عبد الرحمن الحراني، عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن العلاء -هو أبن كثير القرشي- عن مكحول، عن واثلة ﵁. وأسانيد هذا الحديث جميعها واهية، مدارها على الكذابين والمتهمين. أما الطريق الأول: فاستنكره ابن عدي على عبد الرحمن بن عثمان الطرائفي، وأنه كان يروي المناكير عن الضعفاء والمجاهيل، وأعله ابن حزم في "المحلى" بضعف بقية -وفيه نظر- والانقطاع بين مكحول وواثلة، وحصر الألباني في "الضعيفة" (١٦٠١) علة ضعفه في عنعنة بقية ومكحول. وكل هذه ليست بأصل في إعلال هذا الحديث، بل العلة في تدليس بقية بأكثر من نوع من أنواع التدليس، إذ دلس في هذا الإسناد تدليسين؛ تدليسَ شيوخ وتدليسَ تسوية، فأعمى بذلك أمره. أما تدليس الشيوخ: فدلس شيخ شيخه، بنسبته إلى جده الأعلى وأسقط من بينهما في النسب، فاشتبه براوٍ ثقةٍ -وهو جده- فقال: "عنبسة بن سعيد القرشي" وإنما هو "عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد القرشي" وذلك لئلا، يفطن له عند التسوية. وأما تدليس التسوية: فإنه أسقط شيخ عنبسة -وهو العلاءُ بن كثير الشامي- وجعل الرواية عن عنبسة، عن مكحول. وجاءت روايةُ عمار بن نصر المروزي -وهو ثقة- عن شيخ بقية؛ عثمان بن عبد الرحمن الحراني -وهي الرواية الثانية للحديث- فدلت على العلتين المذكورتين في رواية بقية، وعلى هذا فما ورد من التصريح بالتحديث في جميع سلسلة الإسناد إلى مكحول عند ابن عدي وابن حزم فوهم وخطأ بلا مرية. =