كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

١١١٠ - حديث: "من تزيَّا بغير زِيِّه (١) فقُتِل، فدمُه هَدَرٌ".

= يخرجاه، وعبد الرحمن هذا هو ابن زيد بن عقبة الأزرق مدني ثقة مأمون). وأقره المنذري في "ترغيبه" (٢/ ٧٦٧)، والعراقي في "المغني" (١/ ٣٧١). ولم يتعقبه الذهبي في تلخيصه المطبوع بهامش المستدرك، ولكن قال المناوي: "قال الحاكم صحيح، فتعقبه الذهبي بأن زهيرًا وُثِّق لكن له مناكير". اهـ. وقال الحافظ: "سنده ضعيف"، ورمز له السيوطي بالصحة. انظر: "الفيض" (٦/ ١٣٧).
وفي صحته نظر، فإن فيه أحمد بن عيسى بن زيد التنيسي الخشاب، قال ابن حبان: "يروي عن المجاهيل الأشياء المناكير، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة، لا يجوز عندي الاحتجاج بما انفرد من الأخبار". وقال ابن عدي: "له أحاديث عن عمرو بن أبي سلمة بواطيل". وقال الدارقطني: "ليس بالقوي". وقال ابن يونس: "كان مضطرب الحديث جدًّا". وأما مسلمة وابن طاهر فقد رمياه بالكذب والوضع!. انظر: "المجروحين" (١/ ١٦٠)، "اللسان" (١/ ٥٦٨).
وشيخُه: عمرو بن أبي سلمة التنيسي الدمشقي، ضعفه يحيى بن معين والساجي، وقال أبو حاتم: "لا يحتج به"، وقال العقيلي: "في حديثه وهم". قال الذهبي: "صدوق مشهور، أثنى عليه غير واحد"، مات سنة أربع عشرة وقيل سبع عشرة ومائتين. انظر: "الميزان" (٣/ ٢٦٢).
ثم إنه شامي، ورواية الشاميين عن زهير بن محمد غير مستقيمة كما سبق، فالإسناد ضعيف جدًّا لما تقدم من العلل.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" رقم (٩٧٢) عن شيخه: أحمد بن مسعود الخياط المقدسي ثنا زهير بن محمد قال: أخبرني عبد الرحمن عن أنس به مثله.
قال الهيثمي: "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عبد الرحمن عن أنس وعنه زهير بن محمد ولم أعرفه، إلا أن يكون عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فيكون إسناده منقطعًا، وإن كان غيره فلم أعرفه والله أعلم" "المجمع" (٤/ ٥٠١). وتقدم أنه غير "ابن أسلم" كما بينه الحاكم في المستدرك.
وأحمد بن مسعود هذا، قال عنه الذهبي: "المحدث الإمام، آخر من حدث عنه الطبراني". وقال السندهي: "لم أر فيما عندي فيه كلامًا"، ومشَّاه الهيثمي، وقال الألباني: "ليس من رجال الصحيح، بل إني لم أعرفه"، وقال الشيخ حماد الأنصاري: "هو صدوق فإن أبا عوانة أخرج له في "صحيحه"". انظر: "تراجم شيوخ الطبراني" للمنصوري (ص ١٨٦). فهو إلى الصدق أقرب.
وهذا الإسناد يمكن تحسينه في المتابعات، وبه يكون الحديث حسنًا لغيره.
(١) في (ز): "بزِيِّ غيره".
والزِّيُّ: الهيئة من الناس، والجمع أَزياء. وقد تزيَّا الرجلُ وزَيَّيْتُه تَزِيَّةً. انظر: "اللسان" (٣/ ١٩٠٣).