كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

٥٩٠ - حديث: "السيف محاء للخطايا"، وكذا "السيف لا يمحو النفاق".

كلاهما في: "ما ترك القاتل" (١).

٥٩١ - حديث: "سين بلال عند الله شين".

قال ابن كثير: "إنه ليس له أصل، ولا يصح" (٢)، وكذا سلف عن المزي في "إن بلالًا" من الهمزة (٣)، ولكن قد أورده الموفق ابن قدامة في "المغني" بقوله: رُوِي أن بلالًا كان يقول: "أسهد" يجعل الشين سينًا (٤).

والمعتمد الأول، وقد ترجمه غير واحد بأنه كان نَدِيَّ الصوت (٥)، حَسَنَه، فصيحَه (٦)، وقال النبي ﷺ لعبد الله بن زيد صاحب الرؤيا: "أَلْقِ عليه -أي: على بلال- الأذان، فإنه أندى صوتًا منك" (٧). ولو كانت فيه لَثغةٌ لتوفرت الدواعي على نقلها، ولَعَابَها أهلُ النفاق والضلال المجتهدين في التنقص لأهل الإسلام، نسأل الله التوفيق.

(١) الحديث (٩٦٠).
(٢) "البداية والنهاية" (٥/ ٣٨٠، ذكر خدامه ﷺ) و (٧/ ١١١)، وفيات سنة (٢٠ هـ).
(٣) الحديث (٢٢٤)، ونحوه قال ابن كثير في "البداية" (٥/ ٣٨٠).
(٤) "المغني" للموفق بن قدامة (الصلاة، الأذان، مسألة اللحن في الأذان، ٢/ ٩٠).
(٥) أي: رفيع الصوت، وقيل: حسن الصوت وأعذبه. "النهاية" لابن الأثير (٥/ ٣١ - ندا)، المحكم (٩/ ٤٠٣)، معجم المقاييس (٩٨٤)، القاموس (١٧٢٤).
(٦) منهم ابن كثير في "البداية"، وقال: " .. وقد أذن يوم الفتح على ظهر الكعبة".
وهذا رواه عبد الرزاق (١٩٤٦٤)، وابن سعد (٣/ ٢٣٤)، رقم (٣٦٤٨)، وابن أبي شيبة (١٤/ ٤٩٧)، رقم (٣٨٠٨٠ - ٣٨٠٨١)، والبيهقي في "الدلائل" (٥/ ٧٨ - ٧٩)، وابن عساكر (١٠/ ٤٦٦) من مراسيل ابن أبي مليكة وأبي قلابة وعروة بن الزبير وبعض آل جبير بن مطعم ﵏، فهي تقوي بعضها البعض. والله أعلم.
(٧) أخرجه أحمد (٢٦/ ٤٠٠ - ٤٠٢)، رقم (١٦٤٧٨ و ١٦٤٧٧) وأبو داود (٤٩٩)، والترمذي (١٨٩)، وابن ماجه (٧٠٦)، والدارمي (١٢٢٤)، وابن خزيمة (٣٦٣، ٣٧٠، ٣٧٣)، وابن حبان (١٦٧٩)، والحاكم (٣/ ٣٣٦)، وابن الجارود (١٥٨)، والطحاوي في "شرح المعاني" (٨٧٥)، والدارقطني (٩٣٥)، والبيهقي (١/ ٣٩٠، ٣٩١، ٤٢٧)، وآخرون عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه ﵁.
وقال الترمذي: "حسن صحيح" وكذا صححه الذهلي والبخاري والألباني وغيرهم.
وانظر: "البدر المنير" (٣/ ٣٣٤ - ٣٤٢)، "نصب الراية" (١/ ٢٥٩ - ٢٦٠)، "التلخيص الحبير" (ح ٢٩١).