كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وفي لفظٍ: "وأخْفُوا الخِطْبة" (١)، وبه تمسَّكَ من أبطَلَ نكاحَ السِّر (٢).

١٣٢ - حديث: "أعمارُ أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلُّهم من يَجُوز ذلك".

= ومن ذلك: حديث محمد بن حاطب الجمحي الذي رواه الترمذي في جامعه (رقم ١٠٨٨)، والنسائي في سننه (رقم ٣٣٦٩، ٣٣٧٠)، وابن ماجه في سننه (رقم ٨٩٦)، وأحمد في مسنده (٣٠/ ٢١٣ رقم ١٨٢٧٩، ١٨٢٨١)، والحاكم في "المستدرك" (٢/ ١٨٤) جميعهم من طرقٍ عن أبي بَلْج، عن محمد بن حاطب رفعه "فصل ما بين الحلال والحرام الصوت والدف في النكاح" وقال الترمذي: حديث محمد بن حاطب حديثٌ حسنٌ، وأبو بَلْج؛ اسمه يحيى بن أبي سليم ويقال: ابن سليم، ومحمد بن حاطب قد رأى النبيَّ ﷺ وهو غلامٌ صغير. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأبو بَلْج -بفتح أوله وسكون اللام بعدها جيم- الفزاري الكوفي؛ قال يحيى ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح لا بأس به. "الجرح والتعديل" (٩/ ١٥٣ رقم ٦٣٤)، وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن عدي: لا بأس بحديثه. "الكامل" (٧/ ٢٣٠)، وقال الدارقطني: ثقة. "سؤالات البرقاني" (ص ٧٠ رقم ٥٤٦)، وحديثه حسنٌ -كما قال الترمذي- والله أعلم.
(١) أخرجه الديلمي كما في "الغرائب الملتقطة" من طريق هارون بن عمر ابن زياد الدمشقي، حدثنا محمد بن خالد، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، عن أم سلمة مرفوعًا به فذكره.
هارون بن عمر بن يزيد بن زياد أبو عمر المخزومي الدمشقي، ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٤/ ١٤) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
ومحمد بن خالد؛ لم أعرفه، ولعل كلمة (خالد) تصحيف من (خلاد)، فمحمد ابن خلاد الباهلي هو الذي يروي عن عبد العزيز الدراوردي، كما في "تهذيب الكمال" (١٨/ ١٩١)، وهو ثقة، كما في "التقريب" (٥٨٦٥).
وأمُّ علقمة؛ هي مرجانة بنت أبي علقمة: مقبولةٌ في المتابعات، كما في الحديث (٤٤).
فالإسناد ضعيفٌ لحال هارون بن عمر وأُمُّ علقمة، قال المناوي: فيه من لا يُعرف، لكنْ له شواهد تجبره. "فيض القدير" (١/ ٥٤٩)، وقال الألباني: سنده ضعيف، أمُّ علقمة، واسمها مرجانة؛ مجهولةُ الحال، ومن دون الدراوردي فيه من لم أعرفه. "السلسلة الضعيفة" (٥/ ٥١٥ رقم ٢٤٩٤).
(٢) لمعرفة أقوال العلماء في مسألة نكاح السر ينظر: "المغني" لابن قدامة (٩/ ٤٦٩).