(٢) لم أقف عليه في معاجمه وهو موجود في "مسند الشاميين" - (٢/ ٣٤٨) لكن من غير طريق بقية. أخرجه من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج: ثنا أبو بكر بن أبي مريم: حدثني زيد بن أرطاة قال: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله ﷺ: "كل شيء ينقص إلا الشر فإنه يزاد فيه". وهذه رواية مستغربة؛ إذ فيها تصريح زيد بن أرطاة بالسماع من أبي الدرداء. وزيد لم يسمع من أبي الدرداء كما جزم بذلك أبو حاتم والمزي. انظر: "الجرح والتعديل" (٣/ ٥٥٦)، "تهذيب الكمال" (١٠/ ٨) جامع التحصيل (ص ١٧٨). وقد رواه الإمام أحمد في "مسنده" (٤٥/ ٤٧٧)، (ح ٢٧٤٨٣) بذكر واسطة بين زيد وأبي الدرداء فقال: حدثنا محمد بن مصعب قال: حدثني أبو بكر عن زيد بن أرطاة عن بعض إخوانه عن أبي الدرداء عن النبي ﷺ قال: "كل شيء ينقص إلا الشر فإنه يزاد فيه". ورواه أبو يعلى في "معجمه" (ص ٨٤)، (ح ٣٤) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس عن أبي بكر بن أبي مريم قال: حدثني زيد بن أرطاة عن أبي الدرداء. فلم يذكر واسطة، ولم يأت التصريح بالسماع بين زيد وأبي الدرداء. والآفة من أبي بكر، قيل اسمه: بكير وقيل: عبد السلام، واسم أبيه عبد الله، وهو الغساني الشامي تُكُلِّم فيه: وتتلخص أقوال الأئمة فيه إلى أنه: ضعيف وقد اختلط؛ ضعفه ابن معين وأبو زرعة، وأبو حاتم ورماه بالاختلاط وكذلك أبو داود. وقال الذهبي: ضعفه أحمد وغيره لكثرة ما يغلط. وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف وكان قد سُرِقَ بيتُه فاختلطَ. انظر: "تاريخ ابن معين" رواية الدوري برقم (٥١٧٣)، "الجرح والتعديل" (٢/ ٤٠٥)، "تهذيب التهذيب" (٤/ ٤٩١)، "ميزان الاعتدال" (٤/ ٤٩٧) فالحديث ضعيف للعلتين اللتين سبق التنبيه عليهما، وهما: الانقطاع بين زيد وأبي الدرداء؛ فإن الأئمة قد نفوا سماعه منه. والأخرى: ضعف أبي بكر واضطرابه في هذا الحديث؛ فإن الرواة قد اضطربوا في الرواية عنه، فمرة يروونه عنه بذكر واسطة مبهمة، ومرة بدونها، ومرة بتصريح السماع، فلعله من تخاليطه. =