للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال النوويُّ: وظاهره أنَّ الثوابَ والفضلَ في العبادةِ بكَثْرَةِ النَّصَبِ والنَّفَقَةِ (١).

قال شيخُنا: وهو كما قال، ولكنه ليسَ بمُطَّرِدٍ، فقد تكون بعضُ العبادةِ أخفَّ مِنْ بعضٍ وهي أكثرُ فضلًا وثوابًا، بالنسبةِ إلى الزمان؛ كقيامِ ليلةِ القَدرِ بالنسبةِ (٢) لقيامِ ليالي رمضان وغيرها، وبالنسبةِ للمكان؛ كصلاةِ ركعتين في المسجدِ الحرامِ بالنسبةِ لصلاةِ (٣) ركعاتٍ في غيره، وبالنسبةِ إلى شرفِ العبادةِ المالية والبدنية؛ كصلاةِ الفريضةِ بالنسبةِ إلى أكثرَ مِنْ عَدَدِ ركعاتِها أو أطولَ مِنْ قراءتها، ونحو ذلك مِنْ صلاةِ النافلة، وكَدِرْهَمٍ مِنَ الزكاةِ بالنسبةِ إلى أكثرَ منه مِن التطوُّع.

أشارَ إلى ذلك ابنُ عبدِ السَّلام في "القواعِدِ" (٤)؛ قال: وقد كانت الصلاةُ قُرَّةَ عينِ النبي وهي شاقَّةٌ على غيره، وليست صلاةُ غيرِه مع مَشقَّتِها مساويةٌ لصلاتِهِ مُطلقًا، والله أعلم (٥).

٢٩ - حديث: "أحبُّ الأسماءِ إلى الله: عبدُ الله، وعبدُ الرحمن".

مسلمٌ (٦) مِنْ حديثِ عُبَيدِ الله بن عُمرَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عُمرَ رفعه بهذا.


= عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة مرفوعًا به.
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا مهران.
ومهران؛ هو ابن أبي عمر الرازي، قال يحيى بن معين: كان شيخًا مسلمًا، كتبتُ عنه، وكان عنده غلطٌ كثيرٌ في حديث سفيان، وقال أبو حاتم: ثقة صالح الحديث. "الجرح والتعديل" (٨/ ٣٠١)، وقال البخاري: في حديثه اضطراب. "التاريخ الكبير" (٧/ ٤٢٩ رقم ١٨٨١)، وقال ابن معين أيضًا: ثقةٌ. "الكامل" (٦/ ٤٦٢)، وقال العقيلي: روى عن الثوري أحاديث لا يُتابع عليها. "الضعفاء" (٤/ ٢٢٩).
فهذا الإسناد ضعيفٌ لأنه من رواية مهران الرازي عن سفيان الثوري، والله أعلم.
(١) "شرح النووي على صحيح مسلم" (٨/ ١٥٢ - ١٥٣).
(٢) في هذا الموضع جملة مكررة موجودة في الأصل و "ز"، وغير موجودة في "م"، وهي: (إلى الزمان كقيام ليلة القدر بالنسبة).
(٣) في "م" بدل (بالنسبة لصلاة): (كصلاة).
(٤) "قواعد الأحكام في إصلاح الأنام" (١/ ٤٢ - ٤٥)، و (١/ ٥٣).
(٥) "فتح الباري" (٣/ ٦١١).
(٦) "صحيح مسلم" (الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم رقم ٥٧٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>