للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وفي توحيد الألوهية]

ففيما يتعلق بالتوسل والتبرك:

يرى السَّخَاويُّ جوازَ التوسُّلِ بالأنبياءِ والصالحينَ (١).

ويرى أيضًا جوازَ التبرُّكِ بالصالحينَ وآثارِهم (٢)، بل وبقبورهم؛ فقال في ترجمة حمزة بن عبد المطلب من "التحفة اللطيفة": "وجُعِلَ على قبره قُبة، فهو يُزار ويُتبرك به وبمحلِّه" (٣).

وفي التصوُّف:

تأثَّر السَّخاويُّ أوَّل أمره بالصوفية وكان معهم، ولبس الخِرْقَة من عددٍ من مشايخه، وألْبَسَها لغيره، وقال: "نعم قد دخلتُ في إجازةِ خلقٍ من المُعتَبَرين هي إلى الخصوص أقرب، وهي الاستجازة لأبناء صوفية الخانقاه البِيْبَرْسَيَّة، وكنتُ إذ ذاك منهم" (٤).

ويُفهم من قوله: وكنتُ إذ ذاك منهم: أنه رَجَعَ عن التصوَّفِ، أو أنه لم يدخلْ في التصوُّفِ الغالي، ويدلُّ على ذلك أنه ألَّفَ كتابَ "القول المُنْبي في ترجمةِ ابنِ عربي"، و"الكفاية في طريق الهداية" في الردِّ على الاتحادية، وأيضًا فقد انتَقَدَ كثيرًا من المُتَرجمين في "الضوء اللامع" بسبب سلوكهم هذا المسلك وانتحالهم هذا المذهب.

[وفي جانب البدع]

يرى السَّخاوي أنَّ البدعةَ لها الأحكامُ الخمسةُ (٥)؛ وعليه فإنَّ في


(١) كما في "ارتياح الأكباد"، وكما يُفهم من ترجمته لمحمد بن محمد بن عبد الله ابن إبراهيم المسوفي المدني المالكي في "الضوء اللامع" (٩/ ١١٥)، وكما في خطبة كتابه "التماس السعد"، وللتوسع يُنظر: "الحافظ السخاوي وجهوده" (١/ ١٤٤).
(٢) كما في ترجمة إبراهيم بن رجب بن حماد الكلابي من "التحفة اللطيفة" (١/ ١١٤).
(٣) "التحفة اللطيفة" (١/ ٥٣٢).
(٤) انظر: "فتح المغيث" (٢/ ٤٢١).
(٥) "الأجوبة المرضية" (٣/ ١٠٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>