وقال الخطيب أيضًا -أو نقلًا عن الباغندي-: "وقد رواه شيخ كذاب كان بعسكر مكرم عن عيسى بن أحمد العسقلاني عن بقية، وأفحش في الجرأة على ذلك؛ لأنه معروف أن الخبائري تفرد به". قال الدارقطني: "وخالفه -يعني: الخبائري- نعيم بن حماد، فرواه عن بقية، عن مالك، عن الزهري مرسلًا". وحديث نعيم بن حماد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٢/ ٣٥٧)، رقم (٩٥٣٤) من طريق أبي حاتم الرازي عن نعيم بن حماد، وقال: "هذا مرسل، .. والإرسال فيه أولى"، وبه قال الخليلي في "الإرشاد" (١/ ٤٥٢)؛ أي: أن طريق الإرسال فيه أولى من المسند، ونعيم بن حماد رواية النقاد عنه لا بأس بها إن شاء الله، وإلا فقد قال الدارقطني: "لا يصح عن مالك بوجه"، ونحوه كلام البزار كما تقدم. هذا، وروى ابن أبي الدنيا في "الصبر" (١٢٦) عن علي بن الحسن بن أبي مريم، عن يحيى بن أبي بكير -هو الكرماني- عن زافر بن سليمان القهستاني، عن محمد بن سوقة، قال: كان يقال: "انتظار الفرج بالصبر عبادة". وكأن هذا هو أصل الحديث، فأسنده أولئك الضعفاء والمتروكون. والله أعلم. (١) أي: أن بعضها يؤكد وهاء البعض، حيث إن انفراد المتهمين والمتروكين ومن في حكمهم بتداول حديث وبأسانيد مشهورة لا يزيده إلا وهاءا، وطرق هذا الحديث ما منها إلا وفيه كذاب، أو واه، أو من في حكمهم. والله أعلم. (٢) روي من حديث الزهري، وسويد بن غفلة، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والحسن، وكلها مراسيل. وروي عن أنس وابن عمر ﵃ ما يفيد ذلك دون التصريح في الأمر. أما رواية سويد بن غفلة ﵀: فأخرجها أبو نعيم في "الصلاة" (٢٥١، ٢٥٣)، وابن أبي شيبة (٢١٧٠، ٢١٧١، ٢١٨٤، ٢١٨٥)، وابن حزم في "المحلى" (٣/ ٩٤ - مسألة: ٣٣١) -ومن طريقه عبد الحق في "الأحكام الكبرى" (٢/ ٨٦) - والبيهقي (١/ ٤٢٤) من طرق عن سويد بن غفلة، أنه كان في أذان بلال في الفجر خاصة، وأمر به مؤذنه!. المعنى. قال ابن حزم وعبد الحق: "سويد بن غفلة من كبار التابعين، قدم =