كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وفي لفظٍ لمسلم (١): "إذا نَظَرَ أحدُكُم إلى مَنْ فَضَّلَه الله عليه في المالِ والخَلْقِ، فليَنْظُر إلى مَنْ هو أسْفَلَ منه، ممَّن فُضِّلَ عليه".

ولأحمدَ (٢)، وابنِ حِبَّانَ (٣) في أثناءِ حديثٍ عن أبي ذَرٍّ: "أوْصَاني خَليلي ﷺ أنْ أنْظُرَ إلى مَنْ هو دُوني، ولا أنظُر إلى مَنْ هو فَوقي".

٢٠٢ - حديث: "أَنفِقْ أُنفِق عليك".

متفقٌ عليه مِنْ حديثِ أبي الزِّنادِ، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا قال: "قال الله ﷿: أَنْفِقْ أُنفِق عليك" وقال: "يدُ الله مَلآى، لا تُغِيضُها (٤) نفقةٌ" الحديث.

فالبخاريُّ (٥) مِنْ حديثِ شُعَيبٍ، ومسلمٌ (٦) مِنْ حديثِ ابنِ عُيَيْنَةَ؛ كلاهما عن أبي الزِّنادِ.

(١) "صحيح مسلم" في الموضع السابق.
(٢) "مسند أحمد" (٣٥/ ٣٢٧ رقم ٢١٤١٥) من طريق سلام أبي المنذر، عن محمد ابن واسع، عن عبد الله بن الصامت، وفي (٣٥/ ٤٠٧ رقم ٢١٥١٧) من طريق عمر مولى غفرة، عن ابن كعب، كلاهما عن أبي ذر بنحوه.
وسلام بن سليمان المزني أبو المنذر القارئ؛ قال يحيى بن معين: لا شيء، وقال أبو حاتم: صدوقٌ صالح الحديث. "الجرح والتعديل" (٤/ ٢٥٩ رقم ١١١٩)، وقال ابن حجر: صدوق يهم "التقريب" (٢٧٠٥) وقد تُوبع على هذا الحديث، وباقي رجال الإسناد الأول ثقات.
وفي الإسناد الثاني: عمر بن عبد الله مولى غفرة بنت رباح أخت بلال؛ قال يحيى ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه. "الجرح والتعديل" (٦/ ١١٩ رقم ٦٤٠).
(٣) "صحيح ابن حبان" (٢/ ١٩٤ رقم ٤٤٩) من طريق إسماعيل بن يزيد القطان، حدثنا أبو داود، عن الأسود بن شيبان، عن محمد بن واسع به.
وإسماعيل بن يزيد القطان، قال أبو حاتم: صدوق. "الجرح والتعديل" (٢/ ٢٠٥ رقم ٦٩٣).
وباقي رجال الإسناد ثقات.
وبانضمامِ هذه الطرقِ لبعضها يكونُ الإسنادُ حَسَنًا لغَيرِه، والله أعلم.
(٤) أي: لا تُنقِصُها. يُنظر: "غريب الحديث لابن قتيبة" (١/ ٥٦٤).
(٥) "صحيح البخاري" (التفسير، باب قوله: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ رقم ٤٦٨٤).
(٦) "صحيح مسلم" (الزكاة، باب الحث على النفقة وبتبشير المنفق بالخلف رقم ٩٩٣).