هذا، وله شواهد من مرسل زيد بن أسلم، والموقوف عن عمر ﵁. أما مرسل زيد بن أسلم: فرواه ابن أبي شيبة (١٠/ ٣٥٩)، رقم (١٩٨٩٧) عن عبدة، عن إسماعيل بن رافع، عن زيد بن أسلم مرسلًا، بلفظ: "اغزوا تصحوا وتغنموا". وإسماعيل بن رافع المدني: متروك عند أكثر الأئمة، كما في "الميزان" (٨٧٢)، وانظر: العلل للمروزي (١٦٧، ٢٥٧)، سؤالات ابن الجنيد (٨٧٤)، المعرفة والتاريخ للفسوي (٣/ ٥٢ - ٥٣)، "الجرح والتعديل" (٢/ ١٦٨ - ١٦٩)، الضعفاء للنسائي (٣٢)، والعقيلي (١/ ٧٧ - ٧٨/ ٨٣) وابن شاهين (٣٨، ٤٥)، والدارقطني (٧٩)، "المجروحين" (١/ ١٢٤)، "الكامل" (١/ ٢٨٠ - ٢٨١)، "ذخيرة الحفاظ" (٢٧٨٤، ٥٥٦٤، ٥٧٠٧)، "المستدرك" - مع التلخيص (٢/ ٧٩، ٢٤٨، ٤٢١، ٤/ ٤٨٨)، "تهذيب الكمال" (٣/ ٨٥ - ٩٠/ ٤٤٢)، "المغني" (٦٥١)، "الكاشف" (٣٧٢)، "مصباح الزجاجة" (٢٩٦). وبه أعله الألباني في "الصحيحة" (٣٣٥٢). وأما أثر عمر ﵁: فأخرجه عبد الرزاق (ح ٩٢٦٩، ٢٠٩٢٨) من طريق طاووس عن عمر ﵁ قال: "سافروا تصحوا وترزقوا"، وهذا أصح شيء في الباب، رجاله كلهم ثقات، إلا أن طاووسًا لم يدرك عمر ﵁، وإنما ولد في عهد عثمان ﵁، فبينهما انقطاع. والله أعلم. وقال الألباني في "الضعيفة" (٢٥٥): "ولعل الموقوف هو الصواب"، ولكنه مال فيما بعد في "الصحيحة" (٣٣٥٢) إلى تصحيح حديث أبي هريرة ﵁ بمجموع إسناديه وبمرسل زيد بن أسلم، وما ذهب إليه أولًا في "الضعيفة" أولى، لما تقدم من وهاء الطرق المذكورة. والله أعلم. وقيل بأن قوله: "سافروا تصحوا" -مع ضعفه- يعارض قوله ﷺ المخرج في الصحيحين: "السفر قطعة من العذاب"، وجمع بينهما ابن عبد البر بأنه يحتمل أن يكون العذاب هو التعب، والتعب ههنا مفيد للصحة. والله أعلم. (١) صحيح مسلم (ح ٢٨٧٣). (٢) ساقط من (ز). =