وإسناده ضعيفٌ جدًّا: الحسن بن قتيبة، قال أبو حاتم: "ليس بقوي الحديث، ضعيف الحديث" "الجرح" (٣/ ٣٣)، وقال العقيلي: "كثير الوهم" "الضعفاء" (١/ ٢٤١)، وتركه الدارقطني "العلل" (٥/ ٣٤٧)، وقال الذهبي: "هالك" "الميزان" (١/ ٥١٩). والمغيرة بن زياد البجلي مختلف في حاله، فوثقه جماعة، وضعفه بعضهم لروايته جملةً من المناكير، وأعدل الأقوال فيه ما ذكره ابن عدي، حيث قال: "عامة ما يرويه مستقيم، إلا أنه يقع في حديثه كما يقع في حديث مَن ليس به بأس من الغلَط ". انظر: "الكامل" (٦/ ٣٥٥)، و"تهذيب التهذيب" (١٠/ ٢٣١). وهذا الحديث من تلك المناكير التي يرويها المغيرة عن أبى الزبير، فقد أنكره جماعة من أهل العلم كما تقدم وسيأتي. وأبو الزبير مدلس، وقد عنعن. والحديث ضعفه الحاكم، وأشار إلى ضعفه البيهقي كما تقدم. وقال ابن الجوزي: "لا أصل له". "التحقيق" (١/ ١١١). وقال ابن تيمية: "هذا الكلام لم يقله النبي ﷺ، ومن نقله عنه فقد أخطأ". "الفتاوى" (٢١/ ٤٨٥). (١) تقدم الكلام عليه في أثناء تخريج الحديث. (٢) قال ابن القيم بعد أنْ ذكر هذا الأثر: "فقال له ابن عباسٍ: لا خيرٌ ولا شرٌّ، مبادرةً بالإنكارِ عليه لئلَّا يعتقدَ له تأثيرًا في الخيرِ أو الشرِّ". "مفتاح دار السعادة" (٣/ ٢٨٤). وقال ابن عثيمين في معرض كلامه عن التطير بشهر صَفَر: "بعضُ الناس إذا انتهى من شيءٍ في صَفَر أرَّخَ ذلك، وقال: انتهى في صَفَرِ الخيرِ، وهذا من باب مداواةِ البدعةِ ببدعةٍ والجهلِ بالجهلِ؛ فهو ليس شهرَ خيرٍ ولا شهرَ شرٍّ … ، ولهذا أنكر بعض السلف على من إذا سمع البومةَ تنعِقُ قال: خيرًا إن شاءَ الله، فلا يقال: خيرٌ ولا شرٌّ، بل هي تنعِقُ كبقية الطيورِ". "القول المفيد" (١/ ٥٦٧).