قال: "لم يروه عن الحكم إلا موسى بن عمير". وقال الهيثمي: "النضر بن سعيد ضعفه العقيلي". تنبيه: ورد الحديث عن جمع من الصحابة، ذكرهم ابن الجوزي في "العلل" (١/ ٩٦ - ١٠٥) وأعلها كلها، ثم نقل عن الإمام أحمد: "لا يصح في هذا الباب شيء"، وكذا نقله ابن بدر الموصلي في "المغني عن الحفظ والكتاب". انظر: "جنة المرتاب" (ص ١٠٥). وهذا إن صح عن الإمام أحمد، فقد خالفه غير واحد من المتقدمين كالترمذي، وابن حبان، والحاكم، والبغوي؛ واحتج به أبو داود حيث سكت عنه في سننه، واستدل به البخاري في امتناعه عن تخصيص أولاد الأمير خالد بن أحمد الذهلي بالتحديث وطلبه منه أن يحضروا مع الناس، حيث قال: وإن لم يعجبك هذا فأنت سلطانٌ فامنَعْنِي من المجلس، ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة؛ لأني لا أكتم العلم لقول النبي ﷺ: "من سئل عن علم فكتمه أُلجم بلجام من نار". اهـ. ولازمها أن البخاري يصحح هذا الحديث، والقصة ذكرها الخطيب في "تاريخه" (٢/ ٣٥٥ - ٣٥٦)، والمزي في "تهذيبه" (٢٤/ ٤٦٤ - ٤٦٥). وقد صحح الحديث من المتأخرين: المنذري، والذهبي، والزركشي، والبوصيري، والهيثمي، وابن حجر، والسيوطي، والألباني كما مرّوا. بل عدَّه الكتاني من المتواتر، وعدَّ عشرًا من الصحابة الذين رووه، وفي ذلك نظر. انظر: "نظم المتناثر" (ص ٣٧ - ٣٨). (١) "المسند" (٢٨/ ٢٤٦ - ٢٤٧)، رقم (١٧٠٢٢)، قال: ثنا روح ثنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح السلمي قال: فذكر نحوه مرفوعًا مطولًا. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، أبو نجيح السلمي هو عمرو بن عبسة كما صرح به الترمذي رقم (١٦٣٨) حيث رواه من طريق هشام به دون ذكر الشاهد. وقد صرح قتادة بالتحديث عن سالم بن أبي الجعد كما في إسناد البيهقي الآتي، وكذا في إسناد الخطيب في "الموضح" (٢/ ٢٨٥). (٢) "الجامع"، فضائل الجهاد، باب: ما جاء في فضل من شاب شيبة في الإسلام، رقم (١٦٣٥) من طريق بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عمرو بن عبسة مرفوعًا نحوه. قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح غريب". وفي إسناده بقية بن الوليد، معروف بتدليس التسوية وقد عنعن هنا، فالإسناد فيه ضعف.