كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

١٨ - حديث: "اُتْرُكُوا التُّركَ ما تَرَكُوكُم".

أبو داود في الملاحم مِنْ سننِهِ (١) مِنْ حديثِ أبي سُكينةَ -رجلٍ مِن المُحَرَّرين (٢) - عن رجلٍ مِنَ الصحابةِ ﵁، عن النبي ﷺ: "دَعُوا الحبَشَةَ ما وَدَعُوكم، واتْرُكُو االتُّركَ ما تَرَكوكم".

ورواه النسائي في الجهادِ مِنْ سنَنِهِ (٣) مُطوَّلًا، وأوَّله: "لمَّا أمَرَ النبي ﷺ بحَفْرِ الخَنْدقِ عَرَضَتْ له صَخرةٌ .. " وذكره.

وهو عند الطبرانيِّ في "الكبير" و"الأوسط" (٤) مِنْ حديثِ الأعمش، عن زيد بن وَهْبِ، وشقيقِ بن سَلَمَةَ؛ كلاهما عن ابنِ مسعودٍ ﵁ رفعه: "اُتْرُكُوا التُّركَ مَا تَركُوكم، فإنَّ أولَ منْ يَسْلِبُ أمتي ما خَوَّلهم الله بنو قَنْطُوراء" (٥).

(١) "سنن أبي داود" (الملاحم، باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة رقم ٤٣٠٢) من طريق السَّيْبَاني، عن أبي سكينة … به. ورواه من طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ١٧٦).
(٢) أبو سُكينة الحمصي؛ قال ابن أبي حاتم: لا صحبة له ولا يُسمى، وسُئِلَ أبو زرعة عن اسمه فقال: لا أعرف اسمه. "الجرح والتعديل" (٩/ ٣٨٧ رقم ١٨١٦)، وقال ابن حجر: وكان من المُحَرَّرين … قال علي بن المديني: أبو سكينة لا يُعلم له صحبة … "تهذيب التهذيب" (١٢/ ١٠٢ رقم ٨٤٧٢).
المُحرَّرين: يعني المُعْتَقِين، أو الموالي، كما في "النهاية" لابن الأثير (١/ ٣٦٢ حرر).
والإسناد ضعيف بسبب جهالة أبي سكينة. قال ابن القطان: وينبغي أنْ لا يصح، فإنَّ أبا سُكَيْنَة مجهول. "بيان الوهم والإيهام" (٢/ ٥٩٨).
(٣) "سنن النسائي" (الجهاد - غزوة الترك والحبشة رقم ٣١٧٦)، و"الكبرى" (الجهاد - غزوة الترك والحبشة رقم ٤٣٧٠) من طريق السَّيباني … به مطولًا.
(٤) "المعجم الكبير" (١٠/ ٢٢٣ رقم ١٠٣٨٩)، و"المعجم الأوسط" (٦/ ٧ رقم ٥٦٣٤) من طريق مروان بن سالم عن الأعمش … به.
ومروان بن سالم: هو الغفاري أبو عبد الله الجزري؛ قال عنه البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير" (٧/ ٣٧٣ رقم ١٦٠٢)، وقال ابن حجر: متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع. "التقريب" (٦٥٧٠)، فالإسناد ضعيفٌ جدًّا من أجله.
(٥) بنو قَنطوراء: هم الترك. "غريب الحديث" لأبي عبيد (٤/ ٢٨٥).