وقال أبو عبيد وغيره من العلماء: "تأويل قوله: "الرؤيا لأول عابر" إذا أصاب الأول وجهَ العبارة وإلا فهي لمن أصابها بعده، … كما فعل النبي ﷺ بالصديق، فقال: "أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا"، ولو كانت الرؤيا لأول عابر سواء أصاب أو أخطأ ما قال له الرسول ﷺ: "وأخطأت بعضًا"". والله أعلم. انظر: "الكواكب الدراري" للكرماني (٢٤/ ١٣٧ - ١٣٨)، رقم (٦٦٢٣)، "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (٩/ ٥٦٠ - ٥٦٣)، و"فتح الباري" لابن حجر (١٢/ ٤٣٢ - ٤٣٦). (١) أخرجه الطبراني في "الكبير" (٧/ ٢٨٩)، رقم (٧١٦٠)، و"الأوسط" (١/ ٧٠)، رقم (١٩٦)، و"الشاميين" (٣/ ٢٣٠)، رقم (٢١٤٦)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٥/ ٣٣٧)، رقم (٦٨٤٢) من طريق سعيد بن أبي مريم عن ابن لهيعة ويحيى بن أيوب -هو الغافقي- عن عمارة بن غزية، عن يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه به. وأخرجه البزار (٨/ ٤٠٦)، رقم (٣٤٨١)، والطبري في "تهذيب الآثار" -مسند عمر ﵁ (٢/ ٧٩٦)، رقم (١١١٩)، والحاكم (٤/ ٣٢٩) - وصحح إسناده - والبيهقي في "شعب الإيمان" (٥/ ٣٣٧)، رقم (٦٨٤٢) من غير وجه عن ابن أبي مريم عن الغافقي -فقط- عن عمارة به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (ح ٦٨٤٣) من وجهين عن ابن لهيعة عن عبد ربه بن سعيد عن يعلى به. قال الطبراني في "الأوسط": "لم يروه عن يعلى إلا عمارة، تفرد به ابن لهيعة ويحيى بن أيوب". وهذا إسناد حسن إن شاء الله، وابن لهيعة قد توبع عليه في الطريق الأول، وأما الطريق الثاني فتفرد به ابن لهيعة، ولم يتابع عليه، فلعله مما خلط فيه. والله أعلم. ورواه البيهقي في "الشعب" (ح ٦٨٤٤ - عن الحاكم) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن شداد به. وهذا لا أراه محفوظًا، فإن الحاكم بعد ما أخرجه في "المستدرك" من الطريق الأول، قال: "وقد حدثنا بالحديث على وجهه .. ، فذكر من طريق عفان عن عبد الحميد به، =