(١) أخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنَة" (١/ ٦١) رقم (٤٠)، والبزار في "مسنده" (٦/ ٣٨٥) رقم (٢٤٠٥)، والطبراني كما تقدم، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ٢٤٥)، والبيهقي في "الشعب" (١٠/ ١٤٢) رقم (٧٣٠١)؛ كلهم من طريق أبي خالد الأحمر عن إسماعيل بن أبي خالد به، بلفظ: "الخير كثير، ومن يعمل به قليل". وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (٤٧٣) رقم (٨١٣)، بلفظ: "خير كثير، من يعمله قليل … "، وفيه زيادة. قال البزار: "ولا نعلم أسندَ إسماعيلُ بن أبي خالد عن عطاءَ بن السائب إلا هذا الحديثَ، ولا رواه عن إسماعيلَ إلا أبو خالدٍ". وقال الدارقطني: "غريب من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء، تفرد به أبو خالد الأحمر عنه". فالحديث كما يشير إليه كلام البزار والدارقطني غريب من حديث إسماعيل عن عطاء، ولا تُعرَف لإسماعيل رواية عن عطاء في غير هذا الحديث، وأشارا إلى تفرد أبي خالد بروايته عن إسماعيل، وكذا أشار الطبراني وابن عدي أيضًا. وأبو خالد الأحمر في حفظه كلام: قال ابن عدي: "له أحاديثُ صالحةٌ، ما أعلم له غير ما ذكرتُ مما فيه كلامٌ ويحتاج فيه إلى بيانٍ، وإنما أتى هذا من سوءِ حفظِه، فيغلطُ ويخطئُ". "الكامل" (٣/ ٢٨٣). وقد عدَّ ابن عدي هذا الحديث فيما أنكر عليه. وقال البزار: "ليس ممن تُلزِمُ زيادتَه حجةً؛ لاتفاق أهلِ العلم بالنقلِ أنه لم يكن حافظًا، وأنه قد روى أحاديث عن الأعمش وغيره لم يتابع عليها". "تهذيب التهذيب" (٤/ ١٦٠). وعليه فإن سند الحديث ضعيف؛ لتفرد أبي خالد الأحمر به، مع النكارة في سياق سنده. والله أعلم. (٢) تقدم برقم (٢٩٦).