كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وفيه عبدُ الرَّحمنِ بنِ زيدِ بنِ أَسْلَمَ؛ ضَعيفٌ أيضًا.

٢٦٠ - حديث: "إنَّ الميِّتَ يرى النارَ في بيتِه سبعةَ أيَّامٍ".

قال البيهقيُّ في "مناقبِ أحمد": "قال ابنُ مَنِيعٍ: سُئل عنه أحمد، فقال: باطلٌ لا أصلَ لهُ، وهُو بِدعةٌ" (١).

قلتُ: ويُنظَرُ معناهُ (٢).

وقد أخرجَ أبو داودَ في "سننه" (٣) عن عائشةَ قالت: "لمَّا مات النَّجَاشيُّ كنَّا نتحدُّثُ أنه لا يَزالُ يُرى على قبرِه نورٌ"، وترجَمَ عليه: "النورُ يُرى عندَ قبرِ الشُّهَداءِ".

٢٦١ - حديث: "إنَّ الميِّتَ يُؤذيه في قبرِه ما كان يُؤذيه في بيتِه".

الدَّيلميُّ (٤) بلا سَنَدٍ عن عائشةَ مرفوعًا (٥).

= زيد بن درهم والد حمادٍ: ذكره ابن حبان في "الثقات" (٤/ ٢٤٧)، وقال الحافظ: "مقبول" "التقريب" (٢٢٣).
(١) ونقله قبله الزركشي في "التذكرة" (٢١٠).
(٢) قال العجلوني معقبًا: "وأقول: لعلَّ المرادَ ببيتِه قبرُه". "كشف الخفاء" (١/ ٢٥٥).
(٣) "السنن" (الجهاد، باب في النور يرى عند قبر الشهيد) رقم (٢٥٢٣) قال: حدثنا محمد بن عمرو الرازي: حدثنا سلمة -يعني: ابنَ الفضل- عن محمد بن إسحاق: حدثتي يزيد بن رُومان عن عُروة عن عائشةَ، فذكره.
وفي إسناده ضعف؛ سلمةُ بنُ الفضلِ الأبرشُ مختلفٌ فيه، وهو إلى الضعفِ أقربُ: قال ابن معين: "ليس به بأس" (ابن الجنيد/١٣٣)، وقال ابن سعد: "كان ثقةً صدوقًا" (٧/ ٣٨١)، ووثقه أبو داود "التهذيب" (٤/ ١٣٦)، وقال ابن عدي: "أحاديثه مقاربة محتملة" (٣/ ٣٤١).
ووهَّنه ابن المديني "التاريخ الكبير" (٤/ ٨٤)، وقال البخاري: "عنده مناكير، وفيه نظر" (الضعفاء الصغير/ ٧١)، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به" "الجرح" (٤/ ١٦٩)، وضعفه النسائي "الضعفاء" (١٨٤)، وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالقوي عندهم" "التهذيب" (٤/ ١٣٦).
(٤) "الفردوس" (١/ ١٩٩) رقم (٧٥٤)، وهو في الجزء الناقص من "مسنده".
(٥) أخرجه الكلاباذي في "بحر الفوائد" (١/ ٢٩٧)، من طريق حسان بن غالب عن ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن القاسم بن محمد عن عائشة ﵂ أن رسول الله ﷺ قال: "الميت يؤذيه في قبره ما يؤذيه في بيته". =