كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

لا يعتمد عليه (١)، وإن قال ابن عبد البر: "إنه حديث حسن، فيه آداب" (٢) فالظاهر أنه عنى اللغوي، إذ لفظه حسن (٣).

٦٧٢ - حديث: "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس".

الديلمي عن أنس به مرفوعًا (٤).

(١) "الثقات" (٣/ ١٣٠).
(٢) "الاستيعاب" (٧٩٥).
(٣) وكذا قال الحافظ في "الإصابة" (٣/ ٥٥١)، رقم (٢٧٠١).
قال الألباني في "الضعيفة" (٣٨٣٥): "مما يؤيد ما قالوا؛ أن ابن عبد البر أورد في "الجامع" [(١/ ٢٣٩)، رقم (٢٦٨)] حديثًا آخر، ثم قال عقبه: "وهو حديث حسن جدًّا، ولكن ليس إسناده بالقوي"".
وقد سرق هذ الحديث جمع من الكذابين، ووضعوا له أسانيد من رواية الصحابة الآخرين؛ أنس، وعائشة، وأبي هريرة، وعلي ﵃، وروي في مواعظ وهب بن منبه أيضًا، وسيأتي تخريجها ضمن الحديث التالي. إن شاء الله.
(٤) أما حديث أنس ﵁: فأخرجه البزار (١٢/ ٣٤٨)، رقم (٦٢٣٨)، وابن حبان في "المجروحين" (١/ ٩٧) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (٢/ ٣٤٣)، رقم (١٣٨٥) - وابن عدي (١/ ٣٨٤) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (١٣/ ١٤٢)، رقم (١٠٠٧٩)، والديلمي (٢/ ٢٢٤/ ب، والزهر: ٢/ ٢٦١)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ١٧٨) - عن أبان بن أبي عياش عن أنس ﵁ في موعظة طويلة بليغة.
وأبان: متروك، يحدث عن الحسن، وعن أنس عن النبي ﷺ الموضوعات، كما تقدم.
قال ابن حبان: هذا من مواعظ الحسن البصري، جعله أبان: عن أنس ﵁ عن النبي ﷺ.
ولعل هذا هو أصل حديث الباب، قلبه الضعفاء والوضاعون على الأسانيد الأخرى. والله أعلم.
وأخرجه البزار أيضًا (١٢/ ٣٤٨)، رقم (٦٢٣٧)، وابن حبان في "المجروحين" (٣/ ٥٠)، وابن عدي (٧/ ٨١ - ٨٢) من حديث الوليد بن المهلب، عن النضر بن محرز الأزدي، عن محمد بن المنكدر، عن أنس ﵁. قال البزار: "لا نعلمه بهذا اللفظ عن أنس إلا من هذا الوجه، ووجه آخر ضعيف؛ رواه أبان بن أبي عياش عن أنس". والوليد بن المهلب: قال عنه ابن عدي (٧/ ٨١ - ٨٢)، رقم (٢٠٠٥): "من أهل الأردن، أحاديثه فيها بعض النكرة"، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٩/ ٢٢٦). انظر: "اللسان" (٨/ ٣٩١)، رقم (٨٣٧٦).
والنضر بن محرز الأزدي: جهله أبو حاتم الرازي، وقال العقيلي (٤/ ٢٨٨)، رقم (١٨٨٢): "لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به"، وقال ابن عدي (٧/ ٢٩)، =