* وله طريقٌ رابعٌ: أخرجه أبو عوانة في "مسنده" (٣/ ٤٠٤)، من طريق قتيبةَ بنِ سعيدٍ قال: هو في كتابي بخطِّي عن جريرٍ عن هشامِ بنِ عروةَ عن أبيه عن عائشةَ ﵂ به. ورجال إسناده ثقاتٌ، إلا أن البخاريَّ ذكر أن جريرًا لم يسمع هذا الحديث من هشام بن عروة. انظر: "التاريخ الكبير" (١/ ٢٤٣). وقال أيضًا: "قال محمدُ بنُ حميدٍ: إن جريرًا روى هذا في المناظرةِ، ولا يدرون له فيه سماعًا". انظر: "ترتيب العلل الكبير" (١٩٢). ولذا قال الترمذي: "وحديثُ جريرٍ يُقالُ: تدليسٌ، دلَّسَ فيه جريرٌ، لم يسمعهُ عن هشامِ بنِ عروةَ". "الجامع". وظاهرٌ من كلام الترمذي أنه يقصد ما جاء البخاري آنفًا، وجرير بن عبد الحميد لم يُعرَفْ عنه تدليسٌ، إلا أن يكون دلَّس هذا الحديث خاصَّةً. والله أعلم. * هذا وللحديث طرقٌ أخرى عن هشامٍ، لكنها واهيةٌ لا تثبت ولا تعضُدُ. والحاصل: أن هذا الحديث قد روي من غير وجهٍ عن هشام بن عروة وأبيه، وقد اختلف أهل العلم في ثبوته قديمًا وحديثًا، والظاهر أن الحديث لا يتقوى بمجموع طرقه لأنها جميعها معلَّةٌ. والله أعلى وأعلم. (١) عزوه للترمذي في "الجامع" وهمٌ، ولذا استدرك المصنف وعزاه لـ "شمائله". وقد سبقه إلى عزوه لـ "جامع الترمذي" الزركشيُّ في "التذكرة" (٢٠٦). (٢) "الشمائل" (٢٠٨) رقم (٢٥٣)، من طريق عبد الله بن عقيل الثقفي عن مجالد عن الشعبي به. (٣) "مسند أحمد" (٤٢/ ١٤١) رقم (٢٥٢٤٤)، و"مسند أبي يعلى" (٧/ ٤١٩) رقم (٤٤٤٢)؛ كلاهما من طريق عبد الله بن عقيل الثقفي عن مجالدٍ عن الشعبي به. (٤) وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة" (٧/ ٦٧) رقم (٦٣٩٤)، =