كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

ابتداءَهُ نافلةٌ، وتمامَهُ فريضَةٌ" (١).

وعن العباسِ ﵁ (٢) قال: "لا يتمُّ المعروفُ إلا بِتَعجيلِهِ؛ فإنه إذا عَجَّلَهُ هَنَّأَهُ" (٣).

٣٥٦ - حديث: "تَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِنُوا".

أبو الشَّيخِ بنُ حَيَّانَ في "السَّبَقِ" (٤) وابنُ شاهينَ في "الصَّحابَةِ" والطبرانيُّ في "معجَمِهِ الكبيرِ" -وعنهُ أبو نُعَيمٍ في "المعرِفَةِ" (٥) -، كلُّهُم من حديثِ يحيى بنِ زكريَّا بنِ أبي زائِدَةَ (٦) عن عبدِ اللهِ بنِ سعيدٍ المقبُرِيِّ (٧) عن أبيهِ عن القَعقاعِ بنِ أبي حَدْرَدٍ (٨) رَفَعهُ: "تَمَعدَدُوا، واخشَوشِنُوا،

(١) أخرجه الدينوري في "المجالسة" (٣/ ٧٠) رقم (٦٨٢)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٢/ ١٥٣)؛ من طريق ابن أبي الدنيا عن محمَّدِ بنِ سلَّامٍ عن سَلم بن قتيبة قال: "ردُّ (وعند ابن عساكر: "رَبُّ") المعروفِ أشدُّ من ابتدائِهِ".
وفيه محمد بن سلام: وهو الجمحي، وفيه ضعف. تقدمت ترجمته.
(٢) كذا في النسخ الأربع، والحديث في المصدر عن ابن عباس ﵄.
والظاهر أن هذا الخطأ من أصل "المقاصد"؛ لأن الناقلين عنه تواردوا على الخطأ نفسه. والله أعلم.
انظر مثلًا: الشذرة (١/ ٢٢٠)، الأسرار المرفوعة (١٩٢)، وكشف الخفاء (١/ ١٢٥).
(٣) أخرجه الدينوري في "المجالسة" (٣/ ٧١) رقم (٦٨٥)، من طريق أحمد بن يحيى الحلواني عن الحسن بن علي الحلواني عن المعتمر قال: قال ابنُ عبَّاسٍ: "لا يتمُّ المعروفُ إلا بثلاثةٍ: تعجيلِهِ وتصغيرِه عندَهُ وسَترِهِ؛ فإنه إذا عجَّلَهُ هنَّأَهُ، وإذا صغَّرَهُ عَظَّمَهُ، وإذا سترهُ تَمَّمَهُ".
وسنده ضعيف:
فيه انقطاع بين المعتمر وابن عباس ﵄. والله أعلم.
(٤) كتاب "السبق والرمي". ذكره الحافظ في "المعجم المفهرس" (٨١)، والكتاني في "الرسالة" (٤٥).
(٥) عزاه لابن شاهين الحافظ في "الإصابة" (٥/ ٤٤٩)، "المعجم الكبير" (١٩/ ٤٠) رقم (٨٤)، و"معرفة الصحابة" (٤/ ٢٣٦١) رقم (٥٨٠١).
(٦) تقدمت ترجمته في تخريج الحديث رقم (١٧٠)، وهو ثقة.
(٧) تقدمت ترجمته في تخريج الحديث رقم (١٧٢)، وهو متروك.
(٨) ويقال: القعقاعُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي حَدْرَدٍ -بفتح الحاءِ المهمَلَةِ، وسكونِ الدَّالِ المهملَةِ المكرَّرَةِ، بينهما راءٌ مفتوحَةٌ- الأسلميُّ المكيُّ. =