وسبق قريبًا أن هذا الحديث روي عن شهر من طريق الأحوص بن حكيم عنه عن ابن عباس. وهذا الوجه أمثل من ذاك؛ فعبد الجليل أحسن حالًا من الأحوص، وقد يكون هذا اضطرابًا من شهر نفسه؛ فهو ضعيف الحفظ. والله أعلم. * وفي الباب ما أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (١/ ٢١٦) رقم (٥)، من طريق الأعمشِ عن عمرو بن مرةَ عن رجلٍ حدَّثهُ عن ابن عباسٍ قال: مرَّ النبيُّ ﷺ على قومٍ يتفكرون في الله، فقال: "تَفكَّروا في الخلقِ، ولا تَفَكَّروا في الخالقِ؛ فإنكم لا تقدرون قدره". وإسناده ضعيف؛ الراوي عن ابن عباس مبهم، والأعمش مدلس وقد عنعن. وفي الباب أحاديثُ أخرى واهيةٌ جدًّا. والله أعلم. (١) "الصحيح" (الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها) رقم (١٣٤). (٢) "مسند الفردوس (س) ". ولم أقف عليه بهذا اللفظ عند غيره، لكن أخرجه ابن أبي الدنيا في "الورع" (٤٣) رقم (١١)، وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ٣٨٦)، والقضاعي في "الشهاب" (١/ ٥٩) رقم (٤١)؛ كلهم منِ طريق سعيدةَ بنتِ حَكَّامةَ بنِ عثمانَ بنِ دينارٍ: حدثتني أمي حكَّامةُ بنتُ عثمان بنِ دينارٍ عن أبيها عن مالكِ بنِ دينار عن أنسِ قال: قال رسولُ الله ﷺ: "خَشيةُ الله رأسُ كلِّ حكمةٍ". وإسناده ضعيفٌ جدًّا: قال العقيلي: "عثمانُ بنُ دينارٍ تروي عنه ابنته حكَّامة أحاديث بواطيل ليس لها أصل … ، أحاديث حكَامة تُشبِهُ حديثَ القُصَّاصِ؛ ليس لها أصولٌ". "الضعفاء" (٣/ ٢٠٠). وقال ابن حبان في حكامة: "لا شيء". "الثقات" (٧/ ١٩٤).