ولقوله: "عفوا تعف نساؤكم" طريق آخر عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" (٢/ ٢٨٥) من حديث صدقة بن يزيد، ثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة ﵁ مرفوعًا به. وشيخ أبي نعيم محمد بن معمر بن ناصح أبي مسلم الذهلي الأديب الأصبهاني وشيخ شيخه أبو بكر محمد بن أحمد بن داود المؤدب لم أجد فيهما جرحًا ولا تعديلًا. وصدقة بن يزيد الخراساني نزيل دمشق: مشاه ابن معين، واعتبره فوق صدقة بن عبد الله السمين -وهو مجمع على ضعفه، كما تقدم-، ووثقه أبو زرعة الدمشقي في رواية -ولينه في رواية أخرى-، وقال أبو حاتم: "صالح"، وضعفه الجوزجاني والنسائي وابن عدي وغيرهم، وضعفه كذلك أحمد والبخاري، وقالا: "منكر الحديث"، وقال ابن حبان: "كان ممن يحدث عن الثقات بالأشياء المعضلات على قلة روايته، لا يجوز الاشتغال بحديثه، ولا الاحتجاج به"، واستنكروا عليه أحاديث بهذا الإسناد، وبغيره. وانظر: "الضعفاء" للنسائي (٣٠٨)، والعقيلي (٢/ ٢٠٦)، رقم (٧٣٧)، "الجرح والتعديل" (٤/ ٤٣١)، رقم (١٨٩٣)، "المجروحين" (١/ ٣٧٤)، "الكامل" (٤/ ٧٧ - ٧٨)، رقم (٩٢٦)، "اللسان" (٤/ ٣١٥ - ٣١٧)، رقم (٣٩١٩). وهذا أمثل طرق الحديث، ويمكن أن يخرج بهذا عن حد الوضع، إلى مجرد المنكر والواهي، وقد حكم عليه أبو حاتم الرازي بالبطلان، كما في "العلل" لابنه (١٢٣٥)، واستنكره الأئمة. والله أعلم. (١) بجيم مضمومة، وبائين موحدتين، بينهما ياء ساكنة، مصغرًا، كما في "الإكمال" لابن ماكولا (٢/ ٣٠٠)، و"الإصابة" (٢/ ١٦٤ - ١٦٥)، رقم (١٠٩١)، ومصادر تخريج الحديث الآتية. (٢) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٥/ ١٢٢)، رقم (٤٨٥٤)، (٥/ ٢٦٠)، رقم (٥٢٥٧) و"الدعاء" (١/ ٥٠٩)، رقم (١٨٠٦) -وعنه وعن غيره رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (٢/ ١٩) و"المعرفة" (٢/ ٦٣٧)، رقم (١٧٠٨)، ومن طريق أبي نعيم عن الطبراني أخرجه الديلمي (٢/ ٢٤٢/ ب) - والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (٢/ ٦٣٤)، وأبو الفتح الأزدي في "ذكر اسم كل صحابي لا أخ له يوافق اسمه" =