كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وكذا رواه القَعْنَبيُّ (١)، عن حمادِ بن سَلَمَةَ، لكنه لم يذكر أنسًا، ولفظه: "وأنتَ تجعلُ الحَزْنَ إذا شِئتَ سهلًا".

ولا يُؤَثِّرُ في وَصْلِه، ولذا أورده الضياء في "المختارة" (٢)، وصحَّحه غيرُه (٣).

١٧٩ - حديث: "اللهمَّ لا عيشَ إلا عيشُ الآخرة".

الشيخان (٤) عن أنس، وفي الباب عن سهل (٥).

١٨٠ - حديث: "أمِرتُ أنْ أحكمَ بالظاهر، والله يَتَولَّى السَّرائرَ".

اشتُهِرَ بين الأصوليين والفقهاءِ، بل وقع في "شرح مسلم" (٦) للنووي -في قوله ﷺ: "إنِّي لم أُوْمَر أن أُنَقِّبَ عن قلوب الناس ولا أشُقَّ بطونهم"- ما نصه: معناه: إني أمرِتُ بالحكمِ بالظاهر (٧)، والله يتولى السرائر، كما قال ﷺ. انتهى.

ولا وجودَ له في كتبِ الحديثِ المَشهورةِ، ولا الأجزاءِ المَنثورةِ، وجَزَمَ العراقيُّ (٨) بأنه لا أصلَ له، وكذا أنكره المِزِّيُّ (٩)، وغيرُه (١٠).

(١) رواه البيهقي في "الدعوات الكبير" (١/ ٣٥٥ رقم ٢٦٥) من طريق عبد الله بن مسلمة، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، أنَّ رسول الله فذكره مرسلًا.
(٢) "المختارة" (٥/ ٦٢ رقم ١٦٨٣)، وقال -بعد أن ساقه من ثلاث طرق عن حمَّاد-: فهؤلاء ثلاثة رووه عن حماد مرفوعًا [يعني موصولًا]، ورواه القعنبي عن حماد عن ثابت عن النبي مرسلًا.
(٣) كابن حبان بإيراده في "الصحيح". وهو على شرط مسلم.
(٤) "صحيح البخاري" (الجهاد والسير، باب التحريض على القتال رقم ٢٨٣٤، وبرقم ٢٨٣٥، وبرقم ٢٩٦١)، و"صحيح مسلم" (الجهاد والسير، باب غزوة الأحزاب وهي الخندق رقم ١٨٠٥).
(٥) حديثه في "صحيح البخاري" (مناقب الأنصار، باب دعاء النبي ﷺ: "أصلِح الأنصارَ والمهاجرة" رقم ٣٧٩٧)، وبرقم (٤٠٩٨)، وبرقم (٦٤١٤)، وفي "صحيح مسلم" (الجهاد والسير، باب غزوة الأحزاب وهي الخندق رقم ١٨٠٤).
(٦) "شرح صحيح مسلم" (٧/ ١٦٣).
(٧) في "م": (أنْ أحكمَ بالظاهر)، وفي "شرح مسلم": (بالحكم بالظاهر).
(٨) "المغني عن حمل الأسفار" (٢/ ١٠٩٧ رقم ٣٩٧٨).
(٩) حكاه عنه ابن كثير في "أدلة التنبيه". قاله الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٤/ ٤٦٥).
(١٠) قال ابن الملقن: هذا الحديث غريبٌ، لا أعلم من خرَّجه من أصحاب الكتب =