كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

ورحمته، لا بخصوص هذا الخبر (١).

١١٠٣ - حديث: "من بنى بناءًا فوق ما يكفيه كُلِّف يوم القيامة أن يحملَه على عاتقه من سبع أرَضِين".

البيهقي في الشعب (٢) وأبو نعيم في الحلية (٣) من حديث الثوري عن سلمة بن كهيل (٤) عن أبي عُبيدة (٥) عن ابن مسعود به مرفوعًا (٦).

(١) وهناك شروط أخرى عند من يرى جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وهي: (١) أن لا يكون ضعفه شديدًا، (٢) وأن لا يشهر ذلك لئلا يعمل المرء بحديث ضعيف فيشرع ما ليس بشرع، أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة. انظر: "تبيين العجب" (ص ١١)؛ "فتح المغيث" (٢/ ١٥٤ - ١٥٥)؛ و"تدريب الراوي" (١/ ٣٥١). والشرط الأول منتفي في هذا الحديث. ونقل الشوكاني عن الحافظ أن هذه الروايات لا تؤيد القول بجواز العمل بما يروى عن النبي ﷺ من الكلام الذي هو خير، مع عدم البحث عن صحته … ثم علق الشوكاني على كلام ابن عبد البر السابق: "إن الأحكام الشرعية متساوية الأقدام، لا فرق بينها، فلا يحل إثبات شيء منها إلا بما تقوم به الحجة، وإلا كان من التقول على الله بما لم يقل، وفيه من العقوبة ما هو معروف، والقلب يشهد بوضع ما ورد في هذا المعنى وبطلانه، والله أعلم". اهـ "الفوائد المجموعة" (ص ٢٨٠ - ٢٨٣).
(٢) "شعب الإيمان" (١٣/ ٢٢١ - ٢٢٢)، رقم (١٠٢٢٧) من طرق عن المسيب بن واضح ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري به، بلفظ مقارب.
(٣) "حلية الأولياء" (٨/ ٢٤٦) من طريق المسيب به نحوه. ثم أخرجه في (٨/ ٢٥٢) من طريق عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط به نحوه.
(٤) سلمة بن كهيل الحضرمي، أبو يحيى الكوفي: ثقة، من الرابعة. ع. "التقريب" (ص ١٨٨).
(٥) أبو عُبيدة بن عبد الله بن مسعود، مشهور بكنيته، والأشهر أنه لا اسم له غيرها، ويقال: اسمه عامر، كوفي: ثقة، من كبار الثالثة، والراجح أنه لا يصح سماعه من أبيه، مات بعد سنة ثمانين. ع. "التقريب" (ص ٥٧٨).
(٦) وأخرجه أيضًا ابن أبي الدنيا في قصر الأمل رقم (٢٤٦)، وابن عدي (٨/ ١٢٥)، والطبراني في "الكبير" رقم (١٠٢٨٧)، وعنه ابن الشجري في "أماليه" (٢/ ٢٠٣ - ٢٠٤).
وأخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجم شيوخه" (ص ١١٤ - ١١٥)، وعنه: ابن عساكر في "تاريخه" (٥٣/ ١١٤ - ١١٥)، وابن العديم في "تاريخه" (٣/ ١١٧٨)؛ كلهم من طريق المسيب بن واضح به نحوه. =