كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

١٨٩ - حديث: "أنا عندَ ظَنِّ عَبْدي بي".

متفقٌ عليه (١) مِنْ حديثِ الأعمشِ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به مرفوعًا عن الله ﷿ في حديثٍ.

وللبيهقيِّ (٢) مِنْ حديثِ سُلَيمِ بن عامِرٍ، عن أبي هريرةَ مرفوعًا: "يا أيها الناسُ، أحْسِنُوا الظَّنَّ بربِّ العالَمِينَ، فإنَّ الرَّبَّ عندَ ظَنِّ عَبْدِهِ".

ومِنْ حديثِ (٣) رجلٍ مِنْ وَلَدِ عُبَادَةَ بن الصَّامِتِ، عن أبي هريرةَ رفعه: "أمَرَ اللهُ ﷿ بعَبْدَينِ إلى النار، فلمَّا وَقَفَ أحدُهما على شَفَتِها الْتَفَتَ فقال: أمَا والله إنْ كانَ ظَنِّي بكَ لَحَسَنٌ، فقال الله ﷿: رُدُّوهُ، فأنا عِندَ ظنِّكَ بي، فَغَفَرَ لَه".

وفي لفظٍ: "رُدُّوه أنا عندَ حُسْنِ ظنِّ عَبْدي بي".

(١) "صحيح البخاري" (التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ﴾ رقم ٧٤٠٥)، و"صحيح مسلم" (الذكر والدعاء والتوبة، باب الحث على ذكر الله تعالى رقم ٢٦٧٥)، ورواه البخاري في صحيحه في الموضع السابق (برقم ٧٥٠٥) من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.
(٢) "شعب الإيمان" (٢/ ٣٢١ - ٣٢٢ رقم ٩٨١) من طريق سويد، حدثنا ثابت ابن عجلان، عن سليم بن عامر به.
وسويد بن عبد العزيز بن نمير السُّلمي مولاهم الدمشقي؛ قال أحمد: متروك، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: في حديثه نظر، هو لين الحديث. "الجرح والتعديل" (٤/ ٢٣٩ رقم ١٠٢٠)، وقال ابن حجر: ضعيف. "التقريب" (٢٦٩٢). فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه.
(٣) "شعب الإيمان" (٢/ ٣٢٣ رقم ٩٨٤) من طريق الحسن بن علي بن زياد، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، حدثنا ابن أبي الزناد، أخبرني موسى بن عقبة، عن رجلٍ مِنْ وَلَدِ عُبادَةَ بن الصَّامِتِ به.
والحسن بن علي بن زياد الوشَّاء الكوفي الخزاز، قال ابن حجر: ذكره الطوسي في "مصنفي الشيعة الإمامية" وذكر له أشياء منكرة. "لسان الميزان" (٣/ ٩٠ رقم ٢٣٤١). وابن أبي الزناد؛ عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان: ضعيفٌ، وسبقت ترجمته في الحديث (١٧٣).
فالإسناد ضعيفٌ؛ لحال الحسن الوشَّاء، وابنِ أبي الزناد، وجهالَةِ الرَّجلِ مِنْ وَلَدِ عُبادَةَ بن الصَّامِتِ.