نشأ السخاويُّ في بيت علمٍ وفضلٍ، فأدخله أبوهُ المكتَبَ صغيرًا عند المؤدِّب الشرف عيسى بن أحمد المَقسي (٨٦٥ هـ) فأقام عنده يسيرًا جدًا، ثم نقله لزوج أخته الفقيه الصالح البدر حسين بن أحمد الأزهري (٨٧٨ هـ)، فقرأ عنده القرآنَ وصلى بالناسِ التراويحَ في رمضان بزاوية لأبي أمه الشيخ شمس الدين العدوي المالكي، ثم توجَّه به أبوه إلى الفقيه الشمس محمد بن أحمد الحريري (٨٤٩ هـ)، فجوَّد عليه القرآن، وانتفع به في آداب التجويد وغيرها وعلق عنه فوائد ونوادر، وقرأ القرآن وجوَّده على غير واحدٍ من مشايخه، وحفظَ بعضَ "عمدةِ الأحكامِ"، ثم انتقل للعلامة الشهابِ بنِ أسدٍ فأكملَ عندَه حفظَها مع حفظِ "التنبيه"، و"المنهاج"، و"ألفية ابن مالك"، و"النُّخبة"، وقرأ عليه شيئًا من القراءاتِ.
ثم حفظَ "ألفية العراقي"، و"شرح النخبة"، وغالبَ "الشاطبية"، و"مقدمة الساوي" في العَروضِ، وسمع الكثيرَ من الجمعِ للسبعِ وللعشرِ على الزَّينِ رضوانَ العُقْبيِّ، ولازمَ البرهانَ ابنَ خضرٍ وقرأ عليه غالب "شرح الألفية" لابن عقيل، وسمع الكثيرَ من "توضيحِها" لابن هشام، وأخذ العربية أيضًا عن الشهابِ الأبدي المغربيِّ والجمالِ بنِ هشامٍ الحنبليِّ.
وأخذ الكثيرَ من الفقهِ عن العَلَم صالحٍ البُلقينيِّ وغيره، وأخذَ طرفًا من الفرائضِ والحسابِ والميقاتِ، وقرأ الأصولَ على الكمالِ ابنِ إمامِ الكامِلِيَّةِ، وحضر كثيرًا من دروسِ التقى الشُّمُنِّيِّ في الأصلينِ والمعاني والبيانِ والتفسيرِ، وقرأ عليه "شرحَه" نظمَ والدهِ للنخبةِ.
وسمع مع والده ليلًا الكثيرَ من الحديثِ على إمامِ عصرِه ووحيدِ دهرِه