كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وفي الباب عن عمرو بن عوف المزني عند الطبراني في الكبير (١) والأوسط (٢)، وقد تكلم على الحديث العسكري في أوائل الأمثال وذكر سببه (٣)، وكذا وقع عند ابن إسحاق أن أبا عَزَّة عَمرو بن عبد الله الجُمَحِي كان قد مَنَّ عليه النبي ﷺ فيمن منَّ عليه من أسارى بدر، فلما رجع كان ممن ظَاهَرَ في وقعة أُحُد، فظفر به النبي ﷺ بعد الوقعة فقال: يا محمد أقلني، قال: لا واللهِ، لا تمسح عارضيك بمكة تقول: خَدَعتُ محمدًا مرتين! ثم أمر بضرب عنقه (٤)، قال سعيد بن المسيب: وفيه قال النبي ﷺ: "لا يُلدَغ المؤمنُ من جُحرٍ مرَّتَين" (٥). وإليه الإشارة بقول يعقوب في قصة ابنه يوسف ﵇ ﴿هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ﴾ [يوسف: ٦٤].

١٣٤١ - حديث: "لا يملأ جَوفَ ابنِ آدم إلا التُّراب".

(تقدم) (٦) في: "لو كان لابن آدم" (٧).

١٣٤٢ - حديث: "لأن تَغدُو فتَعلَّم بابًا من العلم، خير لك من أن تُصلِّي مائة ركعة".

أبو عمر ابن عبد البر في "فضل العلم" له عن أبي ذر به مرفوعًا (٨).

(١) "المعجم الكبير" (١٧/ ٢٠)، رقم (٢٥) من طريق إسحاق بن إبراهيم الحُنَيْنِي عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعًا نحوه.
(٢) "المعجم الأوسط" (١/ ٣١)، رقم (٧٨) من هذا الوجه به.
وهذا إسناد واهٍ بمرة، الحنيني متفق على ضعفه "ديوان الضعفاء" رقم (٣٢١)؛ وشيخه -كثيرٌ- أضعف منه، بل رماه الشافعي وأبو داود بالكذب "تاريخ الإسلام" (٤/ ٤٨٥).
(٣) ذكر نحوه أبو هلال العسكري في "جمهرة الأمثال" (٢/ ٣٨٧ - ٣٨٨) عن ابن سلَّامٍ.
(٤) انظر: سيرة ابن هشام (٢/ ١٠٤) نقلًا عن أبي عبيدة القاسم بن سلام أيضًا.
(٥) ذكره ابن هشام بلاغًا عن سعيد بن المسيب.
(٦) ما بين القوسين زيادة من (ز).
(٧) انظر: الحديث رقم (٩١٢). وحديث الترجمة متفق عليه من حديث ابن عباس.
(٨) "جامع بيان العلم" (١/ ١٢٠)، رقم (١١٤) من طريق علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر مرفوعًا مثله. قال العراقي في "المغني" (١/ ١٦): "ليس إسناده بذاك".