ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" رقم (٣٣٥٧١) قال: ثنا محمد بن فضيل ثنا هارون بن عنترة عن أبيه قال: "كان أبي صديقًا لقَنْبَرَ، قال: انطلقت مع قنبر إلى علي، فقال: يا أمير المؤمنين، قم معي، قد خبأت لك خبيئة، فانطلق معه إلى بيته، فإذا أنا بسَلَّة مملوءة جامات من ذهب وفضة، فقال: يا أمير المؤمنين، إنك لا تترك شيئًا إلا قسمته أو أنفقته، فسلَّ سيفَه فقال: ويلك! لقد أحببتَ أن تُدخِل بيتي نارًا كبيرةً، ثم استعرضها بسيفه فضربها فانتثرت بين إناء مقطوع نصفه وثلثه، قال: عليَّ بالعُرفاء! فجاؤوا فقال: اقسموا هذه بالحصص، قال ففعلوا وهو يقول: يا صفراء يا بيضاء غري غيري … " الأثر. وهذا إسناد حسن، ابن فضيل صدوق، وهارون بن عنترة لا بأس به وأبوه ثقة. انظر تراجمهم في "التقريب" بأرقام (٦٢٢٧، ٧٢٣٦ و ٥٢٠٩). ورواه أبو عبيد في "الأموال" رقم (٦٨٦) عن سعيد بن محمد عن هارون بن عنترة به نحوه دون قوله: "يا صفراء يا بيضاء". وهذا إسناد حسن أيضًا، سعيد بن محمد هو ابن أبي مريم، ثقة ثبت، نسب إلى جده. فالأثر صحيح بطرقه. (١) في الأصل و (ز): "هاؤما وللجميع هاؤم" وهذا تحريف، وفي (د): "ها وها، وللجميع هاؤم"، والمثبت من (م). (٢) نقله المؤلف بحروفه عن المحب الطبري في الرياض النضرة (٣/ ١٨١)، وقال المحب قبل هذا: قوله (هاء وهاء) أي: هاك وهاك. وقال الخطابي: "أصحاب الحديث يروُونه: ها وها ساكن الألف، والصواب مدها وفتحها؛ لأن أصلها: هاك. فحذفت الكاف وعوضت منها المدة والهمزة، يقال للواحد: ها، وللاثنين: هاؤما، وللجميع: هاؤم". اهـ. ولم أجده في "غريب الحديث" للخطابي. (٣) كذا في الأصل و (د)، وفي (ز): "كذب محض". وفي (م): "كذب" فقط. =