كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

عن ابنِ طاوُسٍ (١) عن أبيهِ عن ابنِ عُمرَ مرفوعًا: "إنَّ مِن كَرامَةِ المؤمِنِ على الله ﷿ نَقاءَ ثَوبِهِ وِرضاهُ باليَسِيرِ" (٢).

ولأبي نُعَيمِ (٣) مِن حديثِ الأوزاعيِّ عن حسَّانَ بنِ عَطِيَّةَ (٤) عن محمدِ بنِ المنكَدِرِ عن جابرٍ: أنَّ النبيَّ ﷺ رأى رجلًا وَسِخَةً ثِيابُه، فقال: "أما وَجَدَ هذا شيئًا يُنقِي به ثِيابَه؟ "، ورأى رجلًا شَعْثَ الرأسِ، فقالَ: "أما وَجَدَ هذا شيئًا يُسَكِّنُ به شَعرَهُ؟ " (٥)،

= سواهم من المحدثين على تضعيفه، ولم ينظر من جاء بعدهم على هذا التوثيق منهم، غير أنهم اختلفوا هل هو دون عباد الثقفي -وهو متروك- أو فوقه، أو مثله، مما يدل على أنهما متقاربان في الضعف.
فقال البخاري: "فيه نظر"، وقال أبو حاتم: "ظننته أحسن حالًا من البصري، فإذا هو قريب منه، ضعيف الحديث"، وقال النسائي: "ليس بثقة"، وقال الحاكم: "روى عن الثوري أحاديث موضوعة"، وقال ابن حبان: "لا شيء في الحديث"، وقال الذهبي: "متروك، هو أضعف من عباد بن كثير الثقفي، مجمع على ضعفه".
انظر: "التاريخ الكبير" (٦/ ٤٣/ ١٦٤١)، "الجرح والتعديل" (٦/ ٨٥/ ٤٣٤)، "المجروحين" (٢/ ١٦٩ - ١٧٠)، "الكامل" (٤/ ٣٣٦ - ٣٣٧/ ١١٦٦)، "المدخل إلى الصحيح" (١/ ١٩٥/ ١٤٦)، "سير أعلام النبلاء" (٧/ ١٠٧/ ٤٧)، "تاريخ الإسلام" (٤/ ٩٤، ٤١٨)، "ميزان الاعتدال" (٢/ ٣٧٢)، "ديوان الضعفاء" (ص: ٢٠٨١)، و"تهذيب التهذيب" (٥/ ٨٩).
(١) عبدُ الله بنُ طاوسِ بنِ كَيسانَ اليمانيُّ، أبو محمدٍ، ثقةٌ فاضلٌ عابدٌ، من السادسة، مات سنةَ اثنتينِ وثلاثينَ. ع. "التقريب" (٣٠٨).
(٢) وأخرجه أيضًا أبو بكر بن السني في "القناعة" (٥٩) رقم (٣٦).
وإسناده ضعيف جدًّا؛ لحال عباد بن كثير الرملي.
(٣) "حلية الأولياء" (٦/ ٧٨)، وقال: "غريبٌ من حديثِ محمدِ بنِ المنكَدِرِ، تفرَّد به عنه حسانُ".
(٤) المُحارِبيُّ مولاهم، أبو بكرٍ الدمشقيُّ، ثقةٌ فقيهٌ عابدٌ، من الرابعة، ماتَ بعدَ العشرينَ ومائةٍ. ع. "التقريب" (١٥٨).
(٥) وأخرجه أيضًا بنحوه ابن معين في "الجزء الثاني من حديثه" (١٨٧) رقم (١١٢)، وأبو داود في "سننه" (اللباس، باب في غسل الثوب وفي الخُلقان) رقم (٤٠٦٢)، وأبو يعلى (٤/ ٢٣) رقم (٢٠٢٦)، وابن حبان في "صحيحه"، كما في "الإحسان" (١٢/ ٢٩٤) رقم (٥٤٨٣)، والحاكم (٤/ ٢٠٦) رقم (٧٣٨٠)؛ كلهم من طرق عن الأوزاعي به.