عباس بن أبي شملة ترجم له البخاري في "التاريخ" (٧/ ٨)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٦/ ٢١٧)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٥٠٩). * وروي الحديث عن موسى بن يعقوب على وجه رابع: أخرجه البخاري في "التاريخ" (٥/ ١٧٧)، والبيهقي في "الشعب" (٣/ ١٢٩) رقم (١٤٦٢)؛ من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن أبي القاسم بن أبي الزناد (في "التاريخ": "قاسم بن أبي زياد" بالياء، وهو خطأ) عن موسى بن يعقوب (سقط من إسناد "التاريخ") عن عبد الله بن كيسان عن سعيد بن أبي سعيد عن عتبة بن مسعود أو عبد الله بن مسعود. وذكره الدارقطني في "العلل" (٥/ ١١٣) معلَّقًا عن أبي القاسم. وإسناده ضعيف جدًا: يعقوب بن محمد الزهري ضعيفٌ جدًّا؛ قال أحمد: "ليس بشيء" "العلل" (٣/ ٣٩٦)، وقال أبو زرعة: "واهي الحديث"، وقال أبو حاتم: "هو على يدَي عَدلٍ، أدركته ولم أكتب عنه" "الجرح" (٩/ ٢١٥). والحاصل: أن الحديث لا يثبت عن موسى بن يعقوب الزمعي إلا من الوجهين الأولَين، والزمعي ليس في مرتبة من يحتجُّ به إذا انفرد، وقد جعل الدارقطنيُّ الحملَ في هذا الاضطراب عليه، فقال: "والاضطراب فيه من موسى بن يعقوب، ولا يحتج به". العلل (٥/ ١١٣). * قال الحافظ في "الفتح" (١١/ ١٦٧): "وله شاهدٌ عند البيهقيِّ عن أبي أمامة بلفظ: "صلاةُ أمتي تُعرَضُ عليَّ في كلِّ يومِ جمعةٍ، فمن كان أكثرَهم عليَّ صلاةً كان أقربَهم مني منزلةً"، ولا بأسَ بسنده". قلت: هذا الحديث أخرجه البيهقي في "الكبرى" (الجمعة، باب ما يؤمر به في ليلة الجمعة … ) (٣/ ٢٤٩)، و"الشعب" (٤/ ٤٣٣) رقم (٢٧٧٠)؛ من طريق حماد بن سلمة عن بُرد بن سنان عن مكحولٍ عن أبي أمامةَ به. وإسناده منقطعٌ؛ قال أبو حاتم: "مكحولٌ لم يرَ أبا أمامة". "المراسيل" (٢١٢). وعلى فرض لُقيِّه له -كما يرى بعضُ أهلِ العلمِ- فلا يصحُّ أيضًا؛ مكحولٌ مدلسٌ وقد عنعنه، ذكره الحافظُ في الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين. "تعريف أهل التقديس" (١٥٦). (١) "القول البديع" (٢٠٥).