كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وقال البزار والدارقطني: وغيرُ سَلْمٍ يرويه مرسلًا.

وهو كما قالا؛ فقد أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة (١) عن أبي أسامة فلم يذكر عائشة.

وكذلك أخرجه أبو داود في "المراسيل" (٢) عن أبي تَوْبة، عن أبي أسامة.

ولا يُنتقد عليهم بما أخرجه أبو القاسم حمزة بن يوسف السَّهْمي في "تاريخ جرجان" (٣) مِنْ روايةِ الحسين بن علوانٍ، عن هشام موصولًا؛ فالحُسين مُتَّهمٌ بالكذب (٤)، لا اعتبار بمتابَعَتِهِ.

(وفي الباب ما رواه الثعلبي (٥) من رواية الدراوردي عن ابن عجلان: "أنَّ رجلًا أتى النبي ﷺ فشكى إليه الحاجة والفقر، فقال: "عليك بالباءة".

ولعبد الرزاق (٦) عن معمر عن قتادة: أنَّ عمر قال: "عجبتُ لرجلٍ لا

(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (٩/ ٣٠ - ٣١ رقم ١٦١٦١) حدثنا أبو أسامة، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ … فذكره مرسلًا.
(٢) "المراسيل" (ص ٢٩٨ رقم ٢٠٣) حدثنا الربيع بن نافع، حدثنا أبو أسامة به.
(٣) "تاريخ جرجان" (١/ ٢٤٢) من طريق الحسين بن علوان، عن هشام به موصولًا بلفظ: "عليكم بالتَّزويج فإنه يُحدِثُ الرِّزْقَ".
(٤) حسين بن علوان؛ رماه غير واحدٍ من الأئمة بالكذب، وقد تقدمت ترجمته في الحديث (٨٧).
فالإسناد موضوعٌ بسببه.
(٥) "تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) " (٧/ ٩٥) من طريق محمد بن الحسن بن بشر حدّثنا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفّار بالمصِّيصة قال: حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن ناصح قال: حدّثنا عبد العزيز الدراوردي به.
محمد بن الحسن بن بشر؛ لم أجد له ترجمة.
وأبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفَّار المِصِّيصي؛ ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام" (٧/ ٣٩٥) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وأحمد بن ناصح أبو عبد الله المصيصي؛ صدوق. "التقريب" (١١٦).
والإسناد ضعيفٌ؛ لكونه فيه مجاهيل ولكونه معضل، لأنَّ ابنَ عجلان إنما يروي عن التابعين، لا عن الصحابة، كما في "تهذيب الكمال" (٢٦/ ١٠١ - ١٠٤ رقم ٥٤٦٢).
(٦) "مصنف عبد الرزاق" (٦/ ١٧٣ رقم ١٠٣٩٣) بنحوه، وهو منقطع بين قتادة =