كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

أبي غالب (١) عن أبي أمامة قال: عُرِض لرسول الله ﷺ رجل عند الجمرة الأولى، فقال: يا رسول الله أيُّ الجهاد أفضل؟ فسكت عنه، فلما رمى الجمرة الثانية سأله فسكت عنه، فلما رمى جمرة العقبة ووضع رجله في الغَرْزِ ليركب قال: "أين السائل؟ " قال: أنا يا رسول الله، قال: "كلمةُ حقٍّ عند ذي (٢) سلطانٍ جائر".

وأخرجه البيهقي في "الشعب" (٣)، قال: وله شاهدٌ مرسلٌ بإسناد جيد، ثم ساق (٤) ما أخرجه النسائي في البيعة من سننه (٥) من جهة علقمة بن مَرْثَد، عن طارق بن شهاب قال: سُئِل رسول الله ﷺ أيُّ الجهاد أفضل؟ قال: "كلمةُ عدلٍ عند إمامٍ جائر".

(١) أبو غالب البصري صاحب أبي أمامة، قيل: اسمه حزور، وقيل: سعيد بن الحزور، وقيل: نافع؛ قال يحيى بن معين: صالح الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. "الجرحٍ والتعديل" (٣/ ٣١٥ رقم ١٤١١)، وقال ابن عدي: لم أرَ في أحاديثه حديثًا منكرًا جدًّا وأرجو أنه لا بأس به. "الكامل" (٢/ ٤٥٦)، وقال الذهبي: صالح الحديث صحَّح له الترمذي. "الكاشف" (٢/ ٤٤٩ رقم ٦٧٧٦)، وقال ابن حجر: صدوقٌ يخطئ. "التقريب" (٨٢٩٨).
وحديثه فيه ضعفٌ، لكنه يتقوَّى بما قبله، والله أعلم.
(٢) كلمة (ذي) ليست في "م".
(٣) "شعب الإيمان" (١٠/ ٦٧ رقم ٧١٧٤) من طريق حماد بن سلمة، حدثنا أبو غالب عن أبي أمامة به.
ورواه أحمد في مسنده (٣٦/ ٥٤١ رقم ٢٢٢٠٧)، والفاكهي في "أخبار مكة" (٤/ ٢٨٩ رقم ٢٦٤١)، والروياني في مسنده (١/ ٣٦٨، ٣٦٩ رقم ١١٩٢، ١١٩٥)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٨/ ٣٣٨ رقم ٨٠٨١) والأوسط (٧/ ٥٢ رقم ٦٨٢٤)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٢/ ٢٤٨ رقم ١٢٨٨) من طرقٍ عن حماد بن سلمة به نحوه. وعند الفاكهي "إمامٍ جبار".
(٤) "شعب الإيمان" (١٠/ ٦٨ رقم ٧١٧٥) من طريق علقمة بن مرثد به.
(٥) "سنن النسائي" (البيعة، فضل من تكلم بالحق عند إمام جائر رقم ٤٢٠٩) من طريق علقمة بن مرثد عن طارق بن شهاب: أنَّ رجلًا سأل النبي ﷺ فذكره.
ورواه أحمد في مسنده (٣١/ ١٢٤ - ١٢٦ رقم ١٨٨٢٨، ١٨٨٣٠) من طريق علقمة به.