للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالسلطان فاعلم أنه لصٌّ، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مرائي، وإياك أن تُخدع ويقال لك: تردُّ مظلمةً وتدفع عن مظلومٍ، فإن هذه خَدْعة إبليسَ (اتخذها) القراءُ سُلَّمًا" (١).

وقوله أيضًا: "إني لألقى الرجلَ أُبغِضُه فيقول لي: كيف أصبحت؟ فيلين له قلبي، فكيف بمن أكل ثريدهم ووطئ بساطهم؟ " (٢). ومن ثَمَّ ورد: "اللَّهُمَّ لا تجعل لفاجر (٣) عندي نعمة يرعاه بها قلبي" (٤). وقال أبو إسحاق السبيعي: "من أغناه الله عن أبواب الأمراء وأبواب الأطباء فهو سعيد" (٥).

وعنده أيضًا في السابع عشر عن بشر بن الحارث (٦) قال: "ما أقبحَ أن يُطلب العالِمُ فيقال: هو بباب الأمير! " (٧). وعن الفضيل بن عياض قال: "آفة القُرَّاء العُجب، واحذر (٨) أبواب الملوك فإنها تُزِيل النِّعم! فقيل له: يا أبا علي


(١) في الأصل و (ز): "اتخذ القراء سلمًا"، والتصويب من (م) و (د) ومن "الشعب" رقم (٨٩٧٢). والأثر أخرجه أيضًا أبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٣٨٧) من طريق يوسف بن أسباط، قال: قال لي سفيان الثوري: فذكره دون قوله: "وإياك. . .".
ويوسف بن أسباط الشيباني الزاهد الواعظ، صاحب الثوري، وهو مختلف فيه، والإسناد إليه صحيح رجاله ثقات كلهم، والخبر مما يتساهل في إسناده لكونه في باب الزهد والرقائق، وليس مرفوعًا على كل حال.
(٢) انظر: "الشعب" (١٢/ ٣٧)، رقم (٨٩٧٤)، و"الحلية" (٧/ ١٧). وإسناده صحيح.
(٣) في (م): "لتاجر" وهو تحريف.
(٤) قال العراقي في "المغني" رقم (١٧٤١): "أخرجه ابن مردويه في "التفسير" من رواية كثير بن عطية عن رجل لم يُسم، ورواه أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث معاذ، وأبو موسى المديني في كتاب تضييع العمر والأيام من طريق أهل البيت مرسلًا، وأسانيده كلها ضعيفة". اهـ.
وأخرجه نعيم بن حماد قال: ثنا محمد بن ثور عن يونس عن الحسن قال: قال رسول الله . . . فذكر نحوه. ومراسيل الحسن شبه الريح.
(٥) أخرجه البيهقي في "الشعب" (١٢/ ٤٢)، رقم (٨٩٨٧) عنه مثله.
(٦) ابن عبد الرحمن المروزي، نزيل بغداد، أبو نصر الحافي، الزاهد الجليل المشهور: ثقة قدوة، من العاشرة، مات سنة سبع وعشرين، وله ست وسبعون. ل عس "التقريب" (ص ٦١).
(٧) انظر: "الشعب" (٣/ ٣٠٤)، رقم (١٧١٧).
(٨) في (م): "واحذروا".

<<  <  ج: ص:  >  >>