كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حديث أبي عِقَال (١) قال: "طفتُ مع أَنَسِ بن مالكٍ في مَطَرٍ، فلما قضينا الطَّواف أتينا المقام فصلَّينا ركعتين، فقال لنا أَنَسٌ: ائْتَنِفُوا (٢) العملَ فقد غُفِر لكم، هكذا قال لنا رسول اللهِ ﷺ وطُفنا معه في مطر" (٣)، وفي لفظ لغيره: "من طاف بالكعبة (٤) في يومٍ مَطِيرٍ، كتب اللهُ له بكلِّ قَطرةٍ تصيبه حسنةً، ومَحَا (عنه) (٥) بالأُخرى سيِّئةً" (٦). ويشهد لذلك كلِّه: كثرةُ الوارد في فضل مطلق الطواف والترغيب فيه، كحديث ابن عُمر عند الترمذي وحسنه واللفظ له (٧)، وابن ماجه (٨) مرفوعًا: "من طاف بهذا البيت أُسبوعًا وأحصاه كان كعِتق رقبة".

= الثاني الذي بلفظ: "من طاف أسبوعًا في مطر … " الحديث، وهذا الذي يتماشى مع كلام المؤلف بعده.
(١) هو: هلال بن زيد بن يسار -بالتحتانية والمهملة-، أبو عِقَال، بكسر المهملة ثم قاف، البصري، نزيل عسقلان: متروك، من الخامسة. ق. "التقريب" (ص ٥٠٦).
(٢) في (م): "استأنفوا"، والمعنى واحد.
(٣) "السنن"، المناسك، باب: الطواف في مطر، رقم (٣١١٨) من طريق داود بن عجلان عن أبي عقال به مثله. وهذا إسناد واهٍ، داود بن عجلان ضعيف، وأبو عقال متروك، كما تقدم.
(٤) في (م): "الكعبة"، بدون باء.
(٥) ما بين القوسين ساقط في الأصل و (ز)، وأثبته من (م) و (د).
(٦) أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" رقم (٤٧٩) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمِّي عن أبيه عن التابعين رفعوه … الحديث. وهذا باطل، العَمِّي متروك، وأبوه ضعيف والإسناد مرسل عن مجاهيل، وفيه من المبالغة ما يؤكد بطلانه.
(٧) "الجامع"، الحج، باب: ما جاء في استلام الركنين، رقم (٩٥٩) من طريق جرير عن عطاء بن السائب عن ابن عُبَيد بن عُمَير عن أبيه عن ابن عمر مرفوعًا مثله. قال أبو عيسى: "وروى حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن ابن عُبيد بن عُمير عن ابن عمر نحوه، ولم يذكر فيه: عن أبيه. هذا حديث حسن".
وهو كما قال، فإن رواية حماد بن زيد عنه جيِّدةٌ كما صرح به النسائي والبخاري.
انظر: "تهذيب التهذيب" (٣/ ١٠٣ - ١٠٥). وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" رقم (٥٦٨٩)، وابن خزيمة في "صحيحه" رقم (٢٧٥٣)، والحاكم في "مستدركه" (١/ ٤٨٩)؛ من طُرُقٍ عن عطاء بن السائب به بألفاظ متقاربة.
قال الحاكم: "صحيح على ما بيَّنتُه من حال عطاء بن السائب ولم يخرجاه". وسكت عنه الذهبي.
(٨) "السنن"، المناسك، باب: فضل الطواف، رقم (٢٩٥٦) من طريق عطاء عن =