للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بحيث كُتِب على بعض جُدُرِها الملاصق (١) لزمزم، وتعلقوا في ثبوته بمنامٍ وشبهِه مما لا تثبت الأحاديثُ النبويةُ بمثله، مع العلم بسعة فضل الله والتَّرَجِّي لما هو أعلى وأغلى. وكذا من المشهور بين الطائفين حديث: "من طاف أسبوعًا في المطر غُفِر له ما سلف من ذنوبه" (٢). ويحرِصون لذلك على الطواف في المطر وهو فعلٌ حسنٌ، حتى إن البدر ابنَ جماعة (٣) طاف بالبيت سِبَاحَةً كلما حاذى الحجر غَطَسَ لتقبيله. وكذا اتفق لغيره من المكيِّين وغيرهم، بل قال مجاهد: إن ابن الزبير طاف سِبَاحةً، وقد جاء سيْلٌ طبَّق الأرضَ وامتنع الناس من الطواف (٤)، وقد ذكره بهذا اللفظ الغزالي في الإحياء (٥)، بل عنده أيضًا فِيمَن طاف أُسبوعًا (حافِيًا) (٦) حاسِرًا (٧)، كان له كَعِتق رقبة (٨)، ولم يخرِّج مُخرِّجُه ثانيهما (٩). وأما أوله (١٠) فلابن ماجه من


(١) في (م): "الملاصقة"، وكلاهما صحيح، فالمفرد صفة لـ (بعض) والجمع صفة لـ (جُدُر).
(٢) قال الصغاني في "رسالته" (ص ١٢): "باطل لا أصل له".
(٣) بدر الدين محمد بن إبراهيم بنِ سعدِ الله بنِ جماعة، أبو عبد الله الكِناني الحَمَوي، الملقب بقاضي القضاة. ولد سنة تسع وثلاثين وستمائة بحماة، ومات بمصر سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة، ودفن بالقَرافة. انظر: "طبقات السبكي" (٩/ ١٣٩ - ١٤٠).
(٤) أخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر الرعد والبرق" رقم (٣١) ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (٢٨/ ١٧٨) من رواية ليثٍ عن مجاهد قال: "ما كان بابٌ من العبادة يعجَز عنه الناسُ إلا تكَلَّفَه عبدُ الله بنُ الزُّبير، ولقد جاءت سيل طبَّق البيتَ، فجعل ابن الزبير يطوف سباحة".
وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، ولم أجد ما يدل على أن مجاهدًا أدرك ابن الزبير.
(٥) "إحياء علوم الدين"، أسرار الحج، باب: فضيلة الحج، (١/ ٢٤١).
(٦) في الأصل و (ز) و (د): "خاليًا"، والتصويب من (م) ومن الإحياء.
(٧) أي: كاشفًا رأسه.
(٨) "الإحياء" الموضع نفسه، ولفظه: "من طاف أسبوعًا حافيًا حاسرًا، كان له كعتق رقبة، ومن طاف أسبوعًا في المطر غفر له ما سلف من ذنبه".
(٩) يعني: العراقي، حيث قال: "لم أجده هكذا … ". انظر: هامش الإحياء في الموضع نفسه.
(١٠) كذا في الأصول الثلاثة، ولعل الصواب: "ثانيه" فإن الأول قد تقدم تخريجه، وبقي =

<<  <  ج: ص:  >  >>