كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

لفظ: "من (١) تضَعْضَع لغَنِيٍّ لينال فضل ما عنده، أحبط اللّهُ تعالى عملَه" (٢)؛ وهما واهيان جدًّا (٣)، حتَّى إن ابن الجوزي ذكرهما في الموضوعات (٤).

وكذا من الواهىِ في ذلك ما أورده الديلمي من حديث أبي هريرة (٥)، وهو في ترجمة وهب بن منبه من الحلية لأبي نعيم مرفوعًا بلفظ: "من تضَعضَع لذي سلطانٍ إرادةَ دنياه أعرض الله عنه" (٦). وللديلمي عن أبي هريرة أيضًا

= "وكان من الصالحين" ليس توثيقًا لروايته، لعدم التلازم بين صلاح الدين وصلاح الحديث، ولذا قال الهيثمي: "فيه وهب بن راشد البصري صاحب ثابت وهو متروك" "المجمع" (١٠/ ٤٣٣).
(١) في (ز) و (د): "ومن" بالواو العاطفة.
(٢) أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٨/ ٣٣٩) من طريق وهب بن راشد عن مالك بن دينار عن أنس به، بلفظ: "أُحْبِطَ عَمَلُهُ" والباقي سواء. قال ابن عدي: "لا أعلم أحدًا يرويه عن مالك بن دينار غير وهب بن راشد".
ومن هذا الوجه أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٤١٧)، والبيهقى في "الشعب" رقم (٩٥٧١)، وابن الشجري في "أماليه" (١/ ٧٥) بألفاظ متقاربة.
(٣) وصدق، فإن في حديث ابن مسعود: محمد بن القاسم أبي جعفر الطايكاني، قال ابن حبان: "روى عنه أهل خراسان أشياء لا يحل ذكرها في الكتب، ويأتي في الأخبار بما يشهد الخلق على بطلانه"، وقال الحاكم أبو عبد الله: "كان يضع الحديث". انظر: "الضعفاء" لابن الجوزي (٣/ ٩٣)؛ و"الميزان" (٤/ ١١). وفي حديث أنس: وهب بن راشد، وهو منكر الحديث كما سبق.
(٤) "الموضوعات" (٣/ ٣٦٦ - ٣٦٧)، وقال عن طُرُق حديثهما: "ليس فيها شيء صحيح! ".
(٥) "مسند الفردوس" (ل ١٧٩/ أ/ لالهلي) من طريق أبي الحسن الميداني ثنا أبو عمرو محمد بن يحيى العاصمي ثنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن معدان المعداني ثنا إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الكاتب ثنا محمد بن بور [كذا] ثنا أبو الوزير عن عبد الله عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا مثله وزاد: "بوجهه في الدنيا والآخرة".
وإسناده مسلسل بالمجاهيل، الميدأني فمن بعده إلى عبد الله الراوي عن ابن جريج لا أعرفهم، ولم أقف على تراجمهم عدا أبي العباس أحمد بن سعيد بن معدان المَعْدَاني، فقد ترجم له السمعاني في "الأنساب" (٥/ ٣٣٩) وقال: كان فقيهًا فاضلًا حافظًا مكثرًا من الحديث. اهـ.
(٦) لم أجده مرفوعًا في المطبوع من الحلية، وإنما وجدته منقولًا من التوراة كما سيذكره المؤلف.