للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله بن إدريس (١) عن ربيعة بن عثمان فقال: عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج … بدل "ابن عجلان" فيحتمل (٢) أن يكون ربيعة سمعه من كل


= إدريس أيضًا واقتصر عليها ولم يخرج بقية الطرق من أجل الاختلاف على ابن عجلان في سنده … ".
وخلاصة مما تقدم من سرد الطرق وبيان الاختلاف فإن ابن عجلان اختلفوا عليه في روايته للحديث واتضح من كلام الطحاوي بجمعه لطرق الحديث أن ابن عجلان دلس في روايته الحديث فمرة يرويه عن الأعرج ومرة يرويه عنه بواسطة ربيعة بن عثمان. وهو الصواب.
وبين الطحاوي أيضًا أن ربيعة نفسه دلسه كذلك عن الأعرج فلم يسمعه منه مباشرة، وإنما سمعه من محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج به … وهي الرواية التي اعتمدها الإمام مسلم في "صحيحه"، وابن حبان في "صحيحه" وتابعهما على إخراجها: ابن ماجه وابن أبي الدنيا وابن أبي عاصم.
فتعتبر على هذا التحقيق أن رواية ابن إدريس هي المحفوظة.
(١) عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي، أبو محمد، أحد الأعلام، عن أبيه وعمه داود وحصين وهشام بن عروة، وعنه أحمد وإسحاق والعطاردي، قال أحمد: كان نسيج وحده. توفي ١٩٢ ع. "الكاشف" (١/ ٥٣٨).
(٢) هذا الاحتمال هو للحافظ ابن حجر كما في "الفتح"، كتاب التمني (١٣/ ٢٢٨) وعنه نقل السخاوي، لكن لم أقف على رواية ربيعة عن ابن عجلان؛ علمًا بأن ربيعة من مشايخ ابن عجلان؛ فلعل الحافظين قد اطلعا على ما لم نطلع عليه.
لكن جميع من أخرج الحديث من طريق ربيعة ذكر له راويين: وهما عبد الله بن إدريس ومحمد بن عجلان.
وكذلك ما ذكره الإمام الطحاوي هو الصواب حينما أعل رواية ابن عجلان عن الأعرج، ورواية ربيعة عن الأعرج.
فالأولى: أثبت تدليس ابن عجلان عن الأعرج وإنما سمعه بواسطة ربيعة عنه.
والثانية: أثبت تدليس ربيعة بن عثمان حينما رواه عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا … وإنما رواه بواسطة محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج به.
ثم قال: فوقفنا بذلك على أَنّ أصل هذا الحديث في إسناده إنّما هو: "عن ابن عجلان عن ربيعة بن عثمان عن محمّد بن يحيى بن حِبّان عن الأعرج". "شرح مشكل الآثار" (١/ ٢٣٨).
قلت: وهي التي رواها مسلم في الصحيح وآخرون، وما سبق من رواية ابن عجلان مخالفًا فيه ابن إدريس غير محفوظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>