للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"ثِقْ بالناس رُوَيْدًا"، ويقول: "اخْبُرْ تَقْلِهْ" (١).

وكلها ضعيفةٌ؛ فابنُ أبي مريم وبقيةُ ضعيفان.

ورواه العسكريُّ مِنْ جهةِ حَوْثرةَ بن محمدٍ (٢)، حدثنا سفيان (٣)، عن سعيد بن حسانَ، عن مجاهد قال: "وجدتُ الناس كما قيل: اخْبُرْ منْ شئتَ تَقْلِهْ".

ومِنْ شواهدِهِ: ما اتَّفقَ عليه الشَّيخان (٤) عن ابنِ عمر مرفوعًا: "الناسُ كإبلِ مائةٍ، لا تَجِدُ فيها راحلةً".

(وقد بينتُ معناهما في الجزءِ المُشارِ إليه قريبًا) (٥).

وقوله: (تَقْلِه) مِنَ القَلْي: البُغضُ، يُقالُ: قَلَاه يَقلِيه قَلىً وقِلىً إذا أبغَضَه، وهو بالكسرِ والفتحِ معًا.

لكنْ قال الجوهريُّ: إذا فَتَحْتَ مَدَدْتَ، وتَقْلَاه لغةُ طَيْء (٦). يقول:


= وقال: لعله كبر واختلط، وكان يدلِّس من التاسعة. "التقريب" (٣٦٨٧).
فالإسناد ضعيف جدًّا.
(١) وفي "الزهد لابن المبارك" (ص ٦١ رقم ١٨٥) قال: أخبرنا سفيان قال: قال أبو الدرداء فذكره موقوفًا بلفظ: "وجدتُ الناسَ أُخْبُر تَقْلِه".
وسفيان هنا لم يتبين لي من هو، وابن المبارك يروي عن الثوري وابن عيينة وسفيان التمار.
(٢) حَوْثَرة -بفتح أوله وسكون الواو بعدها مثلثة مفتوحة- ابن محمد أبو الأزهر البصري الوراق، ذكره ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٢١٥)، وقال ابن حجر: صدوق. "التقريب" (١٥٩١).
فالإسناد حسن بسببه، والله أعلم.
(٣) هو ابن عيينة، كما في مصادر ترجمة حَوثرة.
(٤) البخاري في صحيحه (الرقاق، باب رفع الأمانة رقم ٦٤٩٨)، ومسلم في صحيحه (فضائل الصحابة، باب قوله : الناس كالإبل مائة رقم ٢٥٤٧).
(٥) ما بين قوسين سقط من "م"، وقد كتب في هامش الأصل: في حديث "احترسوا .. ". وهو الحديث رقم (٣٣)، والجزء المشار إليه هو "القول المتين في تحسين الظن بالمخلوقين".
(٦) "الصحاح للجوهري" (قلا ٦/ ٢٤٦٧) قال: إذا فتحت القاف مددت.
وتتمة الكلام في "لسان العرب" (١٥/ ١٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>